القاسم مثال للوعي والبصيرة
2023/07/26
537
الشباب هم أمل المستقبل، وهم القوة الحقيقية للتغيير والتطور في المجتمع، ومن بين أولئك الشباب الذين برزوا في التاريخ بقوة وشموخ هو القاسم بن الحسن أنموذجاً ملهَماً وملهِماً..

إنه القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، الذي كان شاباً هاشمياً ومتميزاً في صفاته ومواقفه، ومتميزاً بالشجاعة والحكمة والعدل، وكان يعتبر قدوة للشباب في زمانه وللأجيال التي تلته.. كان القاسم (عليه السلام) يتمتع بالمعرفة في نصرة الدين، حيث كان من أبرز المدافعين عن الشريعة المقدسة، وكان يسعى جاهداً لأن يكون سبباً في إحياء الدين ونشره بين الناس، مما جعله أُنموذجاً وقدوة للشباب المؤمن في كل زمان ومكان.

بالإضافة إلى ذلك، كان القاسم بن الحسن (عليه السلام) متفانياً في خدمة عمه وإمامه الحسين (عليه السلام) وحماية أسرته وعوائل الأصحاب.. كان هدفه إيصال رسالة لتحقيق الأمان في المجتمع، وإعطاء درس عظيم في الدفاع عن الدين وزرع الغيرة في المجتمع.. وبفضل كل هذه الصفات الحميدة، كان أُسوةً وقدوةً حقيقية للشباب في مواجهة التحديات وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.

لقد ترك القاسم (عليه السلام) إرثاً عظيماً للشباب، يتضمن القيم الأخلاقية والتفاني في خدمة الناس.. إنه الأنموذج الأمثل الذي يستحق الاقتداء به لقيادة الشباب وتوجيههم نحو المستقبل المشرق، لتحقيق النجاح في مختلف المجالات.. إنه يعلمنا أهمية الاجتهاد والتفاني في تحقيق الأهداف، وأن العمل الجاد والعلم والمثابرة هما المفتاحان للنجاح ثم الخلود.

ومن الجوانب الأخرى التي يُعتبر القاسم (عليه السلام) أنموذجاً فيها، هي قدرته على تغيير ضمير المجتمع وإيصال صفات طيبة تخدم الأُمة عندما تصدى لمن لم يحترم الدين والرسالة وإمام زمانه، فكان يعكس التربية الحميدة من والديه باللطف والأدب مع عمه الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان يحظى بمحبة عمه بسبب صفاته الحميدة وأخلاقه العالية التي ورثها من أبيه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).

يعلمنا بذلك أهمية بناء علاقات صحيحة ومستدامة مع الآخرين، وأن التواصل الجيد والاحترام المتبادل هما أساس التعاون والنجاح في المجتمع..
لذلك أراد من عمه (عليه السلام) إعطاءه فرصة للقتال؛ لأجل التصدي لأهل الباطل، وقول كلمة الحق بوجه أعداء الإنسانية، هذه هي الشجاعة الحقيقية التي لا بد من أن تكون في كل شاب مؤمن يفهم الحياة فهماً صحيحاً، إذ لا بد من أن يكون عن طريق التأسي بالقدوات الذين جسّدوا معاني التربية التي يريدها الله تعالى وبها يفلح الفرد.

إنه الأنموذج الأمثل للشباب المؤمن، حيث جسد القيم النبيلة والتطلع للتعلم، وتحقيق النجاح بجهود ذاتية وإصرار.
فما أحوجنا اليوم لأن نتعلم من سيرته العطرة وقيمه العظيمة، ما يساعدنا في أن نصبح شباباً مثابرين ومبدعين، قادرين على تحقيق النجاح وترك أثر إيجابي في المجتمع.

___________________________________
المصدر: نشرة الكفيل (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 926.
حسين محسن علي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا