أيقتلون شبيه الرسول؟!
2025/07/28
23

هل كان الشبه برسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) جريمةً في ميزان بني أُمية؟

وهل كان علي الأكبر شاهدًا على ذلك الثأر المتجذّر في تاريخ الصراع مع الرسالة المحمدية؟

في عاشوراء، لم يكن عليّ الأكبر (عليه السلام) مجرّد شاب شجاع أو ابن سبط نبي.. بل كان رسالة سماوية، انبثقت من قلب الطف، لتحيي في جسده الشريف ملامح محمدٍ (صلى الله عليه وآله)، منطقًا وخَلْقًا وخُلُقًا، مع أنّه لم يرَ جده النبي (صلى الله عليه وآله)، إلّا أنَّ وجهه المبارك كان وجه النبوة، وصوته كان صدى الوحي، ونَفَسه من أنفاس الرسالة.

ذلك التشابه لم يكن مجرد مصادفة، بل هو تجلٍّ إلهيّ أرّق مضاجع بني أُمية، وأيقظ فيهم حقدًا دفينًا لم يُطفأ منذ أيام بدر وخيبر والفتح. وقد كان يوم الطفّ فرصة لثأر ظنّوه موروثًا.

ففي ظهيرة العاشر، حين جاء الحرّ بن يزيد الرياحي (رضوان الله عليه) للصلاة، أمر الإمام الحسين (عليه السلام) ولده علي الأكبر (عليه السلام) أن يُؤذّن، فارتجّ معسكر العدوّ دهشةً ورهبة، حين سمعوا صوته المشابه لصوت جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتعاظم في قلوبهم الحقد.

كان عليّ الأكبر (عليه السلام) هو (الممسوس بذات الله)، كما وصفه الإمام الحسين (عليه السلام).. وهو الذي أزال الغمّ عن قلب الحسين (عليه السلام)، وكان نورًا في عيون الهاشميات، حتى قيل: إن الإمام الحسين (عليه السلام) لما قُتل ولدُه، سُلبت منه روحه. وجاء في الروايات: (المحترق قلبه عليه).

فبعد شهادته، مثّل القوم بجسده تمثيلًا وحشيًا.

فهل كان الشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله) سببًا في قتله؟

يظهر من بعض الروايات أنّه: نعم؛ فقد كان شبهه الشكلي والصوتي، إضافة إلى منزلته عند الحسين (عليه السلام)، سببًا في حنق بني أمية، فمثلوا به لا لشيء إلّا لأنّه جسّد نبيّهم الذي أبغضوه، ومثّل حقًا يخنقهم، وصوتًا يفضح باطلهم.

ولأجل ذلك، ذكره الإمام المهدي (عجّل اللهُ فرَجَه) في زيارة الناحية المقدّسة، قائلًا: "السلام على عليّ الكبير"، ذاك المقطّع بالسيوف أمام أبيه (عليه السلام).

إذن، لم يكن عليّ الأكبر (عليه السلام) مجرّد شهيد في واقعة الطف، بل كان رسالة سماوية، ومرآة نبوية، وامتدادًا للنبوة في وجه الطغيان.

هو نداء الله في ساحة المعركة، وصوت الحبيب المقهور، وعين النبوة التي ما أغمضتها الحرب، بل فتحتها على خلود العقيدة وانتصار الدم على السيف.

 

  • نور جعفر
__________________________________________
نشرة الكفيل/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1031.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا