الاتزان العاطفي والسلوكي للمتعلم في ربوع المؤسسة التربوية
2022/09/12
470

حالة من العافية وتقبّل الذات، والشعور بالاستقلالية والقدرة على التكيّف والتلقائية والاعتماد على النفس، مظاهر تشير إلى شخصية متّزنة وثابتة تدلّ على القيام بوظائفها ومهامها بمستوى ينمّ عن التناسق والتكامل ويعبّر عن الصحّة النفسيّة الجيّدة.
ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من الباحثين والمهتمين بشؤون المؤسّسة التعليمية والمتعلّمين يجدون أنّ هنالك مفهوماً إيجابياً يحمل الكثير في طيّاته عن سلامة الصحّة النفسيّة للتلاميذ في مختلف المراحل الدراسيّة ابتداءً من رياض الأطفال وصولاً إلى المرحلة الثانوية، فالسلامة هنا المقصود منها تحقيق حالة من التوازن في إشباع حاجات التلاميذ المشروعة والمقنّنة في ضمن الحقوق الواردة في الشريعة الإسلامية، والمقرّرة أيضاً في الدستور الرسمي الذي يضمن احترام هذه الفئة الواعدة وتقديرها وتكريمها، فالأبناء هم كائنات رقيقة يتأثّرون بكلّ ما يدور حولهم من اضطرابات ومشاكل أسرية واجتماعية؛ فتؤثّر تلك المشاكل في سلوكهم، ومدى تفاعلهم مع أقرانهم ومعلّميهم والمحيط الخارجي.
فالإهمال التربوي والنفسي له آثار سلبية في حياة التلاميذ في المستقبل، فالطبيعة التكوينية لشخصية المتعلّمين في المراحل الدراسية الأولى تتّصف بكونها ذات أرضية تتّسع لاكتساب عادات وانفعالات عاطفية سلوكية بشقّيها الإيجابي والسلبي، تؤدّي بدورها إلى تكوين مجموعة من الخبرات والمشاعر المسؤولة عن اتخاذ القرار، والقدرة على التفاعل مع المواقف اليومية، وعند تجوالنا في رحاب المدرسة وجدناها تمثّل البيت الثاني والبيئة الصالحة للتلميذ، فيرى فيها ذلك الطيف الواسع والمتلوّن بألوان تستقرّ بعطائها وقيمتها ونهجها، وملاذاً يستظلّ في فيئها لينعم بالأمن والأمان، فالمعلّم والإدارة المدرسيّة يتركان بصماتهما في حياة التلميذ، فالمدرسة لها الدور الأساسي في بناء شخصية المتعلّمين، عن طريق إعدادها لشخصيات فعّالة مستقرّة قادرة على القيام بدورها في الحياة الاجتماعية، تتمتّع بصحّة نفسيّة سليمة، يملؤها الحبّ والاحترام والاطمئنان النفسي، وكذلك رعاية قدراتهم وميولهم عن طريق اكتشاف المواهب وتنميتها، وتعدّد الأنشطة المدرسيّة في ضمن المنهج وخارج إطاره أيضاً.
على أن تكون في ضمن حدود القدرات والطاقات لزيادة دافعيّة الاجتهاد والمثابرة لتحقيق النجاح.
وفي الختام لابدّ من توجيه نصيحة إلى جميع المعلّمين لمتابعة التلاميذ بصورة مستمرّة، واتخاذ الإجراءات والخطوات المناسبة في حال ظهور بعض الأعراض كالتوتّر والقلق والخوف الزائد، وتشخيص تلك الأعراض، ووضع العلاج والحلول الناجعة قبل تفاقمها.

___________________________________

المصدر: مجلة رياض الزهراء/ مجلة شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 154.
نوال العطية

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا