فن توظيف الحلول
2021/03/01
467

بودقة الأمل والطموح ها قد مكثت بين ايدينا مع اطلالة عام جديد من عمرنا ليس من حيث العدد فحسب وإنما الجديد لما حققه لنا من انتقاله مهمة ومفصلية في حياتنا حيث توديع مرحلة الفصل بين الطفولة والشباب واستقبال مرحلة الشباب المبكر ولهذه الانتقالة أهمية بالغة في حياة الانسان لما لها من تأثيرغير مغالين إن خصصنا بعضها لطيلة حياته، كما تمتاز بأن لها شعباً كثيرة تشمل تفاصيل دقيقة من تكويننا وعلاقتنا بالمحيط الخارجي فمن خصائص هذه المرحلة تولد شعور يتمثل باستقلالية الرأي والاكتفاء بالرؤى الخاصة المتزامنة مع الاستغناء عن مشورة الآخرين كإعلان صريح واعلام دقيق حول انسلاخنا عن الطفولة والتي مازال كل من حولنا يكبلنا بها لذلك غالباً ما نلجأ الى فرض راينا لاثبات ذلك الانسلاخ والبرهنة على التكامل العقلي والنفسي الذي تتمتع به هذه المرحلة العمرية التي نمر بها ولو بشكل نسبي وقد عد هذا السلوك أحد المشكلات التي يواجهها الجيل بأكمله ولم تقتصر على الأفراد فقد قيل عنها:  "ومن بين المشكلات هذا الجيل هو التمرد والتضاد والتعارض مع من هم أكبر منهم سناً ويواجهون مصاعب ومشاكل خاصة في الناحية العاطفية ومراعاة الآداب..". 
وفي خضم هذا النزاع الدائر فتياتي الطيبات بين الاثبات بالنسبة للشباب والنفي الخاص لمحيطهم إذ ينبغي على الشباب أفراد هذا الجيل إيجاد الحلول المقنعة والمتمثلة بتبني الايجابيات الى حد تجعلها طبائع ونوازع معروفة عنهم والتخلي عن السلبيات بقدر الإمكان وفي الوقت ذاته معرفة كيفية توظيف الحلول توظيفاً منظقياً عقلائياً ومن بين كل من الحلول والتوظيف هناك مشترك فعال نتمكن من خلاله برهنة تعدينا مرحلة الطفولة ألا وهو الحذو خلف آراء الأبوين من حيث طاعة الوالدين إذ أنه فرض لابد من الاتيان به وفق المنطق الديني والانساني والاجتماعي والذي يشير تطبيقه الى أولى دلائل الاثبات التي  نسعى لتقديمها وقطعاً إنها ينبغي أن تكون طاعة ناتجة من إدراك ووعي ينم عن إدراك ووعي من أتى بها خصوصاً أن كانت مستوعبة لجميع فروض الطاعة المنصوص عليها لدى أرباب الدين والعقل كما جاء في قوله تعالى : (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً).
فضلا عن ذلك هو شعورها الباعث للراحة والمطانينة حين التواجد بين أيديهم  ورعايتهم والمنبثق من ادراك تصاغر كياننا وقلة معرفتنا أمامهم فكل منا يشعر بأنه طفلاً مازال يحبو كلما لفت ذراع الأبوان حوله ولامس خده صدرهما واستشعر دفئه فيتجدد بداخلنا الاقرار بأنهما ومن بين الخلق كله يسعيان ودون انتظار مقابل له في جعلنا الافضل دائماً والمثابرة في تحصييننا من الخطأ بكل اشكاله وقد يحقق التماثل الجنسي بين الولد والأب وبين البنت والأم أفضل نتائج للسلوكيات والآداب فضلاً عن مفردات لا يمكن تجاهلها كونها تختص بتكوين شخصية كل منهما لذا يتطلب من الفتاة المثابرة في تتبع خطوات الأم والاستماع  الى توجيهها واعتبار رأيها فيما يخص المرأة دون الرجل في هذه الحالة سنخرج بنتائج سلوكية نستطيع من خلالها إدراك الصواب وتمييز الخطأ وبالتالي إقناع من حولنا بآرائنا وتوجهاتنا بعد تهذيبها وتعديلها جراء طرحها على الأبوين ومناقشتها معهما والخروج بها على أفضل صورة بعد ممازجة متطلبات عصرنا والثوابت التي تنتقل من الآباء الى الأبناء. 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج إليك يا فتاتي- الحلقة الأولى- الدورة البرامجية61.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا