«فاتحة الكتاب» اسم اتخذته هذه السورة في عصر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما يبدو من الأخبار والأحاديث المنقولة عن النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ولكل واحدة من الآيات السبع في سورة الحمد المباركة تشير إلى حقيقة مهمّة، وهي:
﴿بسم الله﴾ بداية كلّ عمل، وتعلّمنا الاستمداد من الباري عزّ وجلّ لدى البدء بأي عمل.
﴿الحَمْدُ للهِ﴾ درس في عودة كلّ نعمة وكلّ بركة ورعاية إلى الله تعالى، وانطلاق كلّ هذه النعم والمواهب من ذات الله تعالى.
﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ تبين أن خلق الله ورعايته وحاكميته تقوم على أساس الرحمة والرحمانية، وهذا المبدأ يشكل المحور الأساس لنظام رعاية العالم.
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ استحضار للمعاد ويوم الجزاء، ولحاكمية الله على تلك المحكمة الكبرى.
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تعيّن التوحيد في العبادة، والتوحيد في الاستعانة بالأسباب.
﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ توضّح حاجة العباد ورغبتهم الشديدة للهداية، وتؤكد حقيقة أن كلّ ألوان الهداية إنّما تصدر منه تعالى.
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ آخر آية من هذه السورة ترسم لنا معالم ﴿الصّراط المستقيم﴾، وتميّز بين صراط الذين أنعم الله عليهم، وصراط الذين ضلّوا والذين استحقوا غضب الله عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة
العباسية المقدسة/ العدد 966.
السيد مرتضى الحسيني الميلاني