تربية الضمير
2024/04/26
192

إن الركيزة المهمة للتربية الخلقية هي تربية الضمير، وإيقاظه اليقظة الكاملة.
والضمير هو: الشعور الفطري الذي أودعه الله تعالى في طبيعة كل إنسان تحثّه على فعل الخير، وترتاح له وتسرّ معه إذا هو فعله، وتحذره من عمل الشر، وتؤنّبه عليه إذا هو عمله.

إن الضمير قوة فطريّة عظيمة الأثر كبيرة الوقع أودعها الله في نفس ابن آدم وفرضها عليه، وهي باب النفس إلى كل عمل صالح، ورقيبه الذاتي عن أي عمل طالح، وطالما تسببت هذه القوة الفطرية إلى صلاح الإنسان بعد فساده، وإلى توبته من عظيم الذنوب، وطالما أنقذته من إسار الجريمة بعد طول رقاده.

وقد مدّ الله سبحانه رقابة الضمير إلى أفعال غيره من بني الإنسان، فهو يُسرّ بكل فعل حسن يفعله الغير، ويلتذ لكل باب يراه من أبواب الخير، وهو يستاء من فعل القبيح من أيِّ عامل، ويشمئز لمرأى أيّ سوء من الأسواء، وأيّ رذيلة من الرذائل..

ومدّ الله رقابة الضمير الى أفعال الآخرين من بني الإنسان، ففتح باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعله أحد الدعائم لصلاح الأفراد وصلاح المجتمع، وحذّر المسلمين من التقصير فيه وأوعد بالعقاب عليه.

وتربية الضمير تكون في ظل تعاليم الإسلام، وتزويده منها بالمقاييس الصحيحة التي يميّز بها الخير من الشر، والصحيح من الفاسد وإيقاظه اليقظة الكاملة، فيكون دقيق النظرة، شديد الرقابة، لا يخادع ولا يستغفل ولا يتغاضى ولا يتغافل.. وقد زود الله سبحانه هذا الضمير بأحكام الشريعة، ليتعرف منها مقاييس العمل، ويستبين بها موارد الصحة من الزلل.

هذا الرقيب اليقظ الذي أقامه الله من نفس الإنسان على نفسه، يأمره وينهاه، ويثبّته ويعاقبه وإن أمن المطّلع من الناس الآخرين. هذا الرقيب الداخلي هو الدعاية الأولى لإصلاح النفس، وتهذيب أخلاقها وتقويم طباعها.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 966.
الشيخ محمد أمين


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا