سنلقي الضوء على الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) بخصوص الشباب ومرحلة الشباب وأهمية تلك المرحلة وكيفية اغتنامها واستثمارها وعندما نتأمل أحاديث الأئمة عليهم السلام نجد أنهم حددوا نوعية استثمار هذه المرحلة بأمور ترضي الله تعالى وتنفعهم في الدنيا والآخرة نذكر منها حديثا للإمام الباقر ع يشير إلى أهمية تثقف الشباب بالثقافة الفقهية حيث يقول الإمام (ع): " لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لأوجعته"، وفي خبر آخر "لأدبته".

ويشير الرسول ص إلى أهمية العلم في مرحلة الشباب فيقول (ص) : "من تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر" ، أما الإمام الصادق (ع) يبين لنا ثمرة الشاب الذي يقرأ القرآن يقول (ع) : " من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة ".

ويوصي الرسول (ص) صحابيه الجليل أبي ذر الغفاري باغتنام مرحلة الشباب ومن خلال وصيته يوصل رسالة إلى كل إنسان يمر بهذه المرحلة يقول (ص) : "  يا أبا ذر اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك و فراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك " قال لنا الحسن عليه السلام : "يا معاشر الشباب عليكم بطلب الآخرة، فقد والله رأينا قوماً طلبوا الآخرة فأصابوا الدنيا والآخرة، و والله ما رأينا من طلب الدنيا فأصاب الآخرة".

 وتشير بعض الروايات إلى أن الشباب أسرع إلى الخير فقد كان أبو جعفر الأحول من تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام)، وكان يعمل على نشر مبادئ الإسلام وتعاليم أهل البيت(عليهم السلام)، سأله الإمام الصادق (عليه السلام) ذات يوم: كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه؟ قال أبو جعفر الأحول : والله إنهم لقليل.

فقال الإمام الصادق (عليه السلام): "عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير  وفي جانب آخر عندما نأتي للنبي الأعظم ص معلمنا الأول  نجد انه وكعادته يوصي الشباب في كثير من الأمور ومنها الجد والاجتهاد فيقول  : النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "إن لله ملكاً ينزل كل ليلة فينادي يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا ".

 وينبهنا الإمام علي (عليه السلام) على قضية مهمة ألا وهي الفراغ الفكري للشباب، فيقول(عليه السلام)،  وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته".

كما أنه يشير في حديث آخر  يخاطب به شريحة الشباب أن تحصنوا بالعلم والأدب حيث يقول لهم (عليه السلام): "يا معشر الفتيان حصنوا أعراضكم بالأدب ودينكم بالعلم".

وحين نأتي للإمام  الصادق(عليه السلام) نجد أنه يبين حال الشاب في منظوره أن يغدوا  إما عالم أو متعلم يقول (عليه السلام) : " لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غادياً في حالين، إما عالماً أو متعلماً، فإن لم يفعل فرَّط وضيّع ، فإن ضيّع أثم ، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق".

ويشير النبي إلى التوبة النصوح من قبل الشاب (صلى الله عليه وآله) : " التوبة حسنة لكنه في الشباب أحسن".

ويبين النبي(صلى الله عليه وآله) مكانة الشباب يوم القيامة أنهم في ظل الله فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العدل، وشاب نشأ في عبادة الله.. ".

ثم يبين(صلى الله عليه وآله) مقام الشاب التائب فيقول : "ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصيه".

وعنه (صلى الله عليه وآله): "إن الله يحب الشابّ التائب" ، وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: " إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث السن في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته، ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقاً".

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً: "أن الله يحب الشابّ الذي يفني شبابه في طاعة الله".

وفي حديث للنبي(صلى الله عليه وآله) يبين كيف أن الشباب يتحالفون مع النبي (صلى الله عليه وآله) فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله): " أوصيكم بالشبان خيراً فإنهم أرق أفئدة، وإن الله بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشبان، وخالفني الشيوخ، ثم قرأ: فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم".  

تحذير من انحراف الشباب عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "كيف بكم إذا فسد نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر" 
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): " وقد تأتي عليه (أي الإنسان) حالات في قوته وشبابه يهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة، وتزين له روح الشهوة، وتقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة، فإذا لامسها تفصّى من الإيمان، و تفصّى الإيمان منه".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج سني الشباب- الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية44.