لاشك أن الإصغاء مرتبط بالسمع الى حد كبير، ومع تقدم العمر يضعف سمع الإنسان وقد تضعف ذاكرته، ويؤثر ذلك في إصغائه إلى حد ما، كيف نجعل من تقدموا في العمر يصغون لنا جيدا وكيف نصغي إليهم..
إن الطبيعة النفسية لدى كبار السن، و طبيعة وفسيولوجية أجسامهم تتغير وتصبح مختلفة إلى حد ما عمّا كانوا عليه في سنيّ عمرهم السابقة، قد تكون قواهم العقلية أصلا تراجعت وهي ليست كما كانت قبل في شبابهم وبالتالي ضعف الذاكرة و السمع، فعلينا مراعاة ذلك واستمرار الحوار معهم والاستماع إليهم فهم كالأطفال بل أكثر يحتاجون إلى من يصغي إليهم جيدا وإلى همومهم الكبيرة، وينبغي أن ننوه بأن من كان مستمعا غير جيد في صغره ولم يطور مهارة الإصغاء فمن الصعب أن يصبح مع تقدم عمره مستمعا جيدا.
إذن هذه كانت من مسببات ضعف
الإصغاء لديهم، أما العوامل التي تساعدهم على الإصغاء،
فلنتعرف عليها معا:
حاسة السمع كبقية الحواس لدى
المتقدمين في العمر، لابد وأنها ضعفت لكن تختلف النسبة من شخص لآخر،
فلا بأس من الاقتراب إليهم و رفع صوتنا عند التحدث إليهم، مع
الاهتمام بنبرة الحديث والأسلوب اللطيف المهذب الذي يدلُّ على
الاحترام.. وإن أكثر ما يضايقهم هو تجاهلهم، فينبغي إعطاؤهم إدارة
الحوار.
كذلك تؤكد الدراسات الحديثة، أنه
بالإمكان تحسين ذاكرة كبار المسن باتباع تمارين عقلية بسيطة تساعدهم
على إعادة استخدام أجزاء من الدماغ لها علاقة بالذاكرة لم تكن
تستخدم من قبل، أو توقف استخدامها منذ سنوات، حيث تعمل هذه التمارين
على تقوية ذاكرتهم وهذا بالتأكيد يقوي قدرتهم على الاستماع وبالتالي
الإصغاء
كذلك تمارين الاسترخاء، وتمارين
اليقظة الذهنية ، والتي هي من أنواع التأمل الذي تركز فيه على
الانتباه القوي لما تحسه وتشعر به في الوقت الحالي دون تأويل أو
حكم، وقد أظهرت الدراسات أن الاستماع إلى القرآن الكريم يساعد على
التركيز، إذن يعززالإصغاء.
ما مدى أهمية إصغائنا إلى كبار
السن؟
لابد من الإصغاء لهم فهو أمرضروري لأنهم حكمة السنين بعد كل هذا
العمر الذي مروا به وكل المشكلات التي تجاوزوها، كل هذا جعل لديهم
خبرة عند التعامل مع المشاكل اليومية، والإصغاء لهم يخفف كثيرا من
اضطرابات القلق التي تحصل لديهم نتيجة عدة أمور أهمها الحالة الصحية
أو النفسية، هذا من جهة أما من جهة أخرى: لو كان لديكم في البيت جد
أو جدة أو قريب متقدم في العمر نلاحظ أنه يصغي باهتمام الى الأطفال،
وكذلك الأطفال فهم يصغون إليهم بشكل فطري، لذلك قامت إحدى هيئات
تنمية المجتمع في إحدى البلدان العربية باستقبال طلاب المدارس وكبار
السن في لقاءات دورية تعزز من تواصل الأجيال وتساهم في نقل خبرات
كبار السن للأجيال الناشئة، ولزرع القيم التي نعتز بها في صغارنا
مثل حب الوطن والأخلاق الصالحة.
وقد تم التأكيد على أمر جوهري وهو إن نقل هذه القيم للأطفال بواسطة كبار السن ذو أثر أكبر من تعليمها لهم في المدارس التقليدية، أو بواسطة الأبوين، والسر الحقيقي يكمن في أن الأطفال يكنون احتراماً فطرياً لكبار السن، لذلك فهم يؤمنون بقصصهم وحكاياتهم، فيصبحون لهم آذانا صاغية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج إصغاء ورحلة بناء - الحلقة
العاشرة -
الدورة البرامجية 77.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)