طِفْلُكَ في السابعةِ/طِفْلُكُ في الثامنةِ/طِفْلُكَ في التاسعةِ
2024-10-01 09:44:27
26

طِفْلُكَ في السابعةِ:
هنا يبدأ الطفل بالاحتفاظ بما يتعلم، لذا وجب تشجيعه على الألعاب التي تساعد على اكتساب الصفات الحميدة كمساعدة الآخرين والعمل مع الفريق في المدرسة , وحب الدراسة والوطن ,ولكن تفكير الطفل مقيد بدرجة كبيرة بالأشياء المحسوسة وتفاعلاته معها فمثلا إذا أحضرنا له هدية وقال شكرا نقول له شكرا لله لأنّ الله تعالى هو المنعم الأول ثم نقول له ما رأيك بهاتين العينين الجميلتين هل هما غاليتان عليك؟ هل ممكن أن تستبدلهما بكنوز الأرض؟ وكذلك اللسان والأذنان والجوارح جميعها.... (كي يتعمّق الإحساس بقيمتها) .... من الذي تكرّم علينا بها؟ فهي أغلى الهدايا التي منحنا الله إياها ومن الواجب أن نشكره هو، أمّا الأشياء المجردة فلا يدركها الطفل في هذه المرحلة، وتبدأ في هذه المرحلة ملكات الطفل العقلية والفكرية بالتفتح بشكل جيد لذا نحن بحاجة إلى أن نصاحبه ونعامله كصديق، ولضمان التربية الدينية للأطفال يجب أن يكون مفهوم الدين بسيطا ومحبّبا للطفل ونتحدث عن الثواب والأجر بدون ذكر العقاب ولهذا فإنّ الإسلام أوجب على الوالدين أن يعرفا الطفل بخالقه ويعلماه العقيدة الصحيحة من جهة ومن جهة أخرى أمرهما بتدريب الطفل على العبادات والصلاة بالخصوص.  
عن معاوية ابن وهب قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ((في كم يؤخذ الصبي بالصلاة؟ فقال: بينَ سبعِ سنينِ وستِّ سنينٍ) 




طِفْلُكُ في الثامنةِ:
 إن ابن الثامنة مغامر ويخرج من عزلته ليسهل اكتسابه خبرات واقعية من خلال المحاولة والخطأ، وهذه المرحلة ملائمة لبدء تعليمه المهارات التي لم يتقنها من قبل تعليما عمليا للتجربة والمحاولة والخطأ كاكتسابه للأصدقاء مثلا، وإلا أهدر هذا الطفل الميزتين، مع ضرورة تركيز مفهوم الذات عنده من خلال احترام اختياراته ورغباته وطلب رأيه حتى بأمور تخصّ البيت مثلا. ,
فقد روي عن النبيّ (صلّى الله عليه واله): إنّه نظرَ إلى بعضِ الأطفالِ فقالَ: ويلٌ لأولادِ آخرِ الزمانِ من آبائِهِم! فقيلَ: يا رسولَ اللهِ مِنْ آبائِهِم المشركين؟ فقالَ: لا، من آبائِهم المؤمنين لا يعلّمونَهُم شيئا من الفرائضِ وإذا تعلّمُوا أولادُهم منعُوهُم ورضُوا عنهم بعرضٍ يسيرٍ من الدنيا فأنا منهم بريءٌ وهم منّي بَراءٌ) وفي الحديث عن الحسن العسكري (عليه السلام): {إنّ اللهَ تعالى يجزي الوالدين ثوابا عظيما، فيقولان: ياربّ أنّى لنا هذه ولم تبلغْها أعمالُنا؟ 
فيُقالُ: هذه بتعليمِكُما ولدكما القرآنَ وبتبصيرِكُما إياهُ بدينِ الإسلامِ} 
وفي هذه المرحلة من العمر يمرّ الطفل بالعديد من المشكلات مثل (التهرّب من الدراسة والميل للكذب وخلق القصص والحكايات الغريبة، العناد، ولعلّ الطاقة الزائدة في هذا العمر تدفعه إلى العنف المفرط وارتكاب الحماقات) بطبيعة الحال يكون السبب الرئيس لظهورها عدم تفهّم الآباء لسلوك الأبناء نتيجة عدم معرفتهم بما يجب عمله في وقت معين من جرّاء القواعد الموجودة في البيئة التي يعيشون فيها. وإليكم بعض حلول المشاكل في هذه المرحلة نشير إلى بعضها باختصار:
_ التحلّي بالصبر البالغ في التعامل مع سلوكياته الخاطئة.
_تقديم العاطفة والأمان بالقدر اللازم أكثر من المعتاد لفترة زمنية طويلة.
_ تعديل البيئة الأسرية وحلّ النزاعات والخلافات الأسرية بعيدا عنهم.
_ قضاء وقت أطول مع الطفل لمشاركته بعض النشاطات مثل الرسم والرحلات، الخ.
_ تقليل العقاب إلا في الحالات القصوى وبشكل هادئ بعيدا عن العنف وقريبا من الحكمة والتوازن.




طِفْلُكَ في التاسعةِ:
في هذه المرحلة العمرية يُتوقع أن يكون الطفل قد أتقن فيه المهارات المختلفة منزلية أو اجتماعية (بداية الاعتماد على النفس)، ولديه ثقة في نفسه مع هدوء داخلي، وهما عاملان يساعدانه ليكون أكثر استقلالية عن والديه سواء أكانت استقلالية فكرية أم استقلالية اجتماعية.
 والذي يجعل الطفل يكتسب هذه المهارات هو احترامه من قبل والديه؛لأنّ ذلك يجعله ينشأ على الاستقلال والاعتماد على النفس فالطفل الذي يدرك قيمة نفسه يشعر عند الكبر بأنه عضو مستقل في المجتمع  ( علاقة الاحترام المتبادلة مع الأهل والآخرين) فلا يرى في نفسه ضعة وحقارة ,  ولقد عمل أئمة الإسلام على تطبيق ذلك فمن الصفات البارزة للإمام علي (عليه السلام) رصانة شخصيته واستقلال إرادته  لأنّه تربّى في حجر النبيّ العطوف واستوعب جميع الصفات الفاضلة والسجايا الحميدة من قائد الإسلام العظيم  وإن حياته النيرة وسلوكه العظيم أحسن شاهد  على حسن تربيته في دور الطفولة , فعندما بُعث النبيّ عليه أفضل الصلاة والسلام كان عليّ (عليه السلام) صبياً لا يتجاوز العاشرة ولكنه كان يملك شخصية إنسان كامل  , ولكي يقوي الوالدان من معنويات أطفالهم ويبنيا شخصياتهم بناء صحيحا عليهما أن يعوّدوهم الاحترام

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعداد

مركز الثقافه الاسرية تابع للعتبة العباسية المقدسةيعنى بتحقيق الاستقرار النفسي للأسرة العراقية

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا