فهم الطريقة التي يعمل بها مخ الطفل عند الغضب منه
2024-05-14 12:00:00
264

لا يرى الإنسان الواقع كما هو ولكنه يراه كما يتصوره فقط وقد يكون تصوره خاطئا أو متحيزًا:

1- لا تحاول حل مشكلة حين تكون أنت أو طفلك غاضبًا. 
2- انتظر الى ما بعد فترة التهدئة (الاستراحة الإيجابية) حيث يمكنكما أن تفكرا بعقلكما السديد. 
3- وضع المشكلة على جدول أعمال الاجتماع العائلي (أو اطلب من طفلك وضعها) هي طريقة أخرى لإتاحة الفرصة لفترة تهدئة. 

عندما ننفعل أي نغضب غضبًا شديدًا يصبح تفكيرك بدائيا ويختفي التفكير السليم حين يجن جنون اثنين (أنت وطفلك) كيف يمكن حل المشكلة في رأيك؟ ومن سينصت حينها؟ 
المحاضرات عديمة الفائدة في أحسن الأحوال وتسبب الضرر في أسوأ الاحتمالات لأن الأطفال في حالة الغضب الشديد لا يكترثون بالمحاضرات أو يعالجونها في المنطقة الوسطى من المخ (اللوزة الدماغية حيث يتم تخزين المعتقدات غير العقلانية والمخاوف) وقد يقررون الانتقام أو يخططون لتجنب اكتشاف أمرهم في المستقبل أو أن ينحرف تفكيرهم الى أشياء من قبيل: أنا شخص سيئ.

 حين تفهم الطريقة التي يعمل بها المخ تدرك أن الأطفال لا يمكنهم تعلم أي شيء إيجابي عندما يشعرون بأنهم مهددون فحينها لا يقدرون إلا على الكر أو الفر أو التجمد، مما قد يترجم الى التمرد أو الانسحاب العاطفي.

تعلم التنظيم الذاتي ثم علمه لأطفالك، وهذا لا يعني أنك لن تنفعل مرة أخرى ولكن في الأقل سوف تعلم أنك لا يمكن أن تعلم طفلك شيئًا نافعًا وأنت في هذه الحالة الذهنية وعليك أن تتمالك نفسك سريعًا وسوف تعيد الترابط من خلال الاعتذار ثم تركز على الحلول بعد أن تكون قد هدأت.

يمكن للوالدين التحكم بغضبهم بنسبة أعلى من تحكم الطفل بغضبه ويتبادر سؤال الى ذهن المستمعة، هل يمكن منع حدوث نوبات الغضب؟ 
ليست هناك وسيلة مضمونة لمنع نوبات الغضب، ولكن هناك الكثير مما يمكنك القيام به لتشجيع السلوكيات الحميدة حتى لدى الأطفال الأصغر سنًا.
فعلى سبيل المثال:

الثبات/ ضعي منهاجًا يوميًا بحيث يعرف طفلك ما يمكن توقعه. وتمسكي بالروتين اليومي قدر الإمكان، بما في ذلك وقت القيلولة والنوم. فقد يتغير مزاج الطفل إذا لم يحصل على قدر كافٍ من الراحة أو لم يشعر بالهدوء.

احرصي على التخطيط المسبق/ أنجزي المهام المنزلية اليومية عندما يكون طفلكِ غير جائع أو متعبًا. إذا كنت تتوقعين الانتظار في طابور، فاصطحبي معكِ لعبة صغيرة أو وجبة خفيفة لإلهاء طفلك.

اسمحي لطفلك باتخاذ الخيارات المناسبة/ تجنبي قول "لا" على كل شيء. بل امنحي طفلك فرصة الاختيار لجعله يشعر بالسيطرة على زمام الأمور من خلال الأسئلة: "هل ترغب في ارتداء القميص الأحمر أم القميص الأزرق؟" "هل تريد تناول الفراولة أم الموز؟" "هل ترغب في قراءة كتاب أم بناء برج بالمكعبات؟".

طفلك ليس ملاكًا كما يراه البعض في المناسبات، وسلوكياته السيئة تزعجك إلى حد كبير، بل تفقدك أعصابك في بعض المواقف مما يضطرك للصراخ في وجهه أو عقابه بصورة مؤذية، ما العمل؟
حسنا، لست الأم الوحيدة التي تظن ذلك، ولكن ما الحل إذا تسبب طفلك بسلوك غير موفق في إيذاء نفسه أو الآخرين، أو تلفظ بكلمات غير لائقة، أو تسبب في وضعك بموقف صعب أمام المحيطين؟، ما التصرف الأمثل حينها؟، تذكري أن الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن كيف يمكن التحكم به؟ لماذا نصرخ في وجوه أطفالنا؟
صارحي نفسك أولًا، ربما يغضب البعض لتعرضهم لضغوط خارجية خلال اليوم، أدت لفقدانهم السيطرة على أعصابهم، وكل أم ليست بعيدة عن ذلك الموقف، فقد تصرخ في وجه طفلها لارتكابه خطأ بسيطًا أو لبكائه المستمر، لذا عليك تقدير الموقف بالصورة التي يستحقها.
إذا مررت بيوم صعب، عليك أن تشركي طفلك فيما تشعرين، واطلبي منه مراعاة ذلك، مع ضرورة التنبيه على التوقف عن السلوكيات المزعجة، أو بصورة أخرى، ضعي حدًا لسلوكيات طفلك وكرري التوجيه إن لم يستجب، ضعي عقابًا واضحًا للحفاظ على الموقف ومنع غضبك من التصاعد.
وعلى الأم أن تميز بين حالتين "أنا أعاقب على سلوك سيئ" أم "لأنني غاضبة من السلوك أو خطأ ابني تسبب في تعرضي للإحراج"، ربما على الأم أن تفكر ولو للحظات قبل اتخاذ أي رد فعل غاضب تجاه طفلها، وتسأل نفسها "هل أقوم سلوكه أم سأثأر لنفسي فقط؟"، فتقويم السلوك لا يحتاج لعاصفة من الغضب، وإنما لمزيد من الحكمة لإرشاد طفلك إلى السلوك الجيد. 

 

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج تهذيب إيجابي - الحلقة الرابعة - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا