ضعوا الأطفال في القارب نفسه
2024-04-28 12:00:00
337

 
عند شجار الأبناء ينبغي الانتباه الى أن الاتهامات لا تعزز التعاون بينهم، لذا ينبغي أن نتعامل مع الأطفال المعاملة نفسها عندما يتشاجرون بدلًا من الانحياز الى أحد الجانبين، كأن نعطيهم الخيار نفسه: يا أطفالي هل تريدون الذهاب الى المكان المخصص للهدوء (إذا كنتم قد هيأتم مكاناً بالتعاون بينكم) أم تريدون استخدام عجلة الخيارات؟
أيضًا ينبغي علينا أن نظهر الثقة بأطفالنا على سبيل المثال نقول لهم: أخبروني عندما تحددون المشكلة وتصبح لديكم أفكار للحلول، يستحسن لنا كآباء وأمهات ألّا نتدخل سوف يقل الشجار بشكل كبير أي أننا لا ننحاز الى أحد الجانبين، عندما يتعلق الأمر بحل لغز من بدأ الشجار، يصبح معظم الآباء والامهات محققين سيئين، فمع كل شيء، لابد من أن يكون الطفل الذي يبكي هو الضحية البريئة لمضايقات الأخوة أليس كذلك؟    خطأ!!!

راجع المشهد سوف تجد دائمًا الأخ الأصغر هو من يثير الشقيق الأكبر سنًا الذي يثار بسهولة كبيرة.. لماذا؟
ربما يكون من الممتع جدًا أن يكون هو الضحية، فلكمة من الأخ الأكبر سنًا هي ثمن صغير يدفع في مقابل الحصول على الحب والاهتمام، حيث تسرع الأم الى حماية ذلك الصغير وتهدئته..
إن مشاهدة هذا المشهد من الخارج يمكن أن تبدو مضحكة الى أن تبحث عن الآثار المترتبة على ذلك في المدى البعيد وينشئ الطفل الأصغر "عقلية الضحية" ويقرر أن أفضل طريقة للحصول على الحب والاهتمام هي أن يكون ضحية، وهذه ليست خطة جيدة لحياة ناجحة مرة أخرى من المهم النظر الى النتائج بعيدة المدى المترتبة على سلوكنا.

خطوات للتعامل مع الأطفال فيما يخص عدم الانحياز لأحدهم: 
- قد تعتقد أنك تعرف من الذي بدأ الشجار ولكن ذلك ليس صحيحًا في معظم الحالات.
- ليس عدم الانحياز هو مجرد المساواة في المعاملة بين الأطفال بل يحتاجون أيضًا الى إضافة جزء آخر هو الاجتماعات العائلية الاعتيادية حيث يتعلم الأطفال مهارات أخرى لحل الصراعات. 
- تتضاءل المشاجرات بشكل كبير عندما تكون لديك اجتماعات عائلية أسبوعية لأن الأطفال يتعلمون مهارات حل المشكلات من خلالها. 
تؤكد بعض الدراسات أنه لا يمكن لبعض الوالدين أن يحبوا أطفالهم بالدرجة ذاتها، فهناك "طفل مفضل"، لكن يتجنب الوالدان عادة التفكير في الأمر بشكل معمق.
وما ينبغي أن ندركه ونتقبله هو أننا نحب جميع أبنائنا لكن بدرجات متفاوتة، وهذا الشعور يتطور بناء على جنس الطفل وعمره وسماته الشخصية واهتماماته والطاقة التي يتطلبها منا الاعتناء به.

وإذا كان من الصعب التحكم في مشاعرنا فإن ما نستطيع أن نتحكم فيه هو السلوك تجاه الأطفال، إذ إننا مطالبون بعدم إظهار الانحياز إلى "الطفل المفضل"، والاهتمام بأدق التفاصيل لكي لا يشعر أي من الأطفال الآخرين بأنه لا يحظى بالقدر ذاته من العناية.. على سبيل المثال، إذا اشتريت ملابس جديدة للطفل الأول ثم استخدمها الطفل الثاني فاشرحي له أن الهدف هو توفير المال وليس تفضيل الأخ الأكبر، انتبهي أيضًا عند تقديم الطعام على المائدة، فوضع الطبق أمام طفل قبل الآخر قد يثير الغيرة والمشاكل.

قد لا نتمكن من إظهار معاملة متساوية عندما يتشاجر الأطفال فيما بينهم وقد ينتهي بنا الأمر عن غير قصد، إلى انحياز لأحد الأطفال دون غيره من الأطفال، مما يؤدي إلى مزيد من الاستياء في هذه العملية وقد يتطور الأمر إلى تشكيل عُقد نفسية للطفل تؤثر عليه على مدار حياته.

إذا كانت مشاجرات الأطفال حادة وسيئة وقررت التدخل لفضها بشكل سليم، فلا تنحاز إلى أي طرف مهما كان المخطئ بالنسبة لك واضحًا، بدلًا من ذلك، شجع الأطفال على التحدث فيما بينهم. وحدد المشكلة على أنها صغيرة أو متوسطة أو كبيرة جدًا من خلال مساعدتهم على شرح المشكلة من وجهة نظرهم وبلغتهم الخاصة.. ثم اطلب من منهم إيجاد حلول متوقعة للمشكلة وساعدهم على التوصل إلى اتفاق بأنفسهم لكي ينفذوه بالتزام وتفهُّم. 

سبب الوقوع في الانحياز من قبل الوالدين هو كثرة الشجار فيما بين الأطفال، يمكن أن يكون فصل النزاعات أمرًا يوميًا في العائلة، وقد يواجه الأهل صعوبةً في فصل النزاعات بينهم، لذلك من الضروري التقليل من حدوث النزاعات بين الأخوة ومن الطرق التي تساعد على ذلك ما يأتي:

اهتمي باحتياجات كل طفل ضمن العائلة: حاولي العثور على الوقت المناسب الذي يحتاج فيه الأطفال إمضاء القليل من الوقت بعيدًا عن بعضهم، ورتّبي مواعيد أو أنشطة لعب منفصلة لكل طفلٍ من حين لآخر، وأظهري حبك لهم دائمًا.

وضّحي القوانين الأساسية الخاصّة بالعائلة: والتي تتضمّن وجوب احترام جميع الأشخاص في المنزل بعضهم بعضًا، ورفض النزاعات أو الخلافات الجسدية التي تشتمل على الضّرب بجميع أشكاله، وتأكيد هذه القواعد بشكلٍ دائم، ويمكن كتابتها وتعليقها حتى يستمرّ جميع أفراد العائلة في تذكّرها، والامتثال لها.

حددي الأشياء الخاصة بكل طفل: كأن تحددين وقت ومكان جلوس كل طفلٍ على الغداء، والألعاب الخاصة به، فذلك يسهّل منع حدوث الخلافات والنزاعات فيما بينهم. 

 

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج تهذيب إيجابي - الحلقة الثانية - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا