محبة الإخوان في الله
2024/05/16
220

الإخوة في الله هي منحة ربانية ونعمه إلهية، يقذفها الله في قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه، والأتقياء من خلقه؛ قال تعالى: "لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ"..
وقال تعالى: "وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"، إذن هذه الألفة والمحبة تجعلهم أخوة، والإخوة في الله صفة ملازمة للإيمان؛ قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" فإذا وجدتِ التقوى والإيمان في عبد ولم تجدي إخوة صادقة، فهو إيمان ناقص وتقوى مزعومة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". 

والأخوة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله عز وجل، فهي عبادة نتقرب إلى الله بها مثلما نتقرب إليه بالصلاة أو بالصيام، أو بالحج.. بالدعاء.. بالتوكل، فهي عبادة من العبادات الجليلة التي ركب الله تعالى عليها فضلًا عظيمًا منه عز وجل، وهي نعمة عظيمة جدًا، نعمة عظيمة لا يحس بها إلا من توافرت فيه شروط الأخوة، وإلا فإن كثيرًا من الناس اليوم تجده يقول: فلان من أعز أصدقائي، أو هذا فلان كنت أنا معه من السنة الفلانية في المرحلة الابتدائية مثلًا، أو كنا معًا في منطقة واحدة، هذا الكلام أخواتي لا يعني مطلقًا أن هذين الرجلين متآخيان في الله، لا.. فقد تكون العلاقة بينهما هي علاقة تجاذب وتقارب وتوافق نفسي فقط، بل الأخوة في الله هي مسألة أعلى من ذلك بكثير، فهي مراتب وصفات لا يحس بها إلا من عرفها وذاق طعمها.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج همسة محبة - الحلقة الأولى - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا