العواقب الطبيعية
2024-04-28 12:00:00
271

العاقبة الطبيعية هي أي شيء يحدث بشكل طبيعي، مع عدم تدخل الكبار، فمثلًا عندما تقف في المطر فإنك تبتل، وعندما لا تأكل فإنك تجوع، وعندما تنسى معطفك تشعر بالبرد، فلا يسمح بإضافة مزيد من العبء، يزيد الكبار ذلك العبء عندما يلقون التوجيهات المطولة ويوبخون الأطفال ويقولون لهم لقد قلت لك ذلك، أو عندما يقومون بأي شيء آخر من شأنه أن يضيف المزيد من اللوم، التوبيخ، أو الألم الذي يفوق ما يمكن للطفل أن يواجهه بشكل طبيعي.

عادة ما يشعر الأطفال بشعور سيئ أو يشعرون بالذنب عندما يرتكبون خطأ، أما التوجيهات المطولة فتقلل من التعلم الذي يمكن أن يحدث من مواجهة العاقبة الطبيعية، لأن الطفل يتوقف عن معالجة التجربة ويركز على امتصاص اللوم والتوبيخ والألم أو الدفاع عن نفسه تجاه هذه الأمور، فلتظهر التعاطف والتفاهم لما يعانيه الطفل بدلًا من إلقاء المحاضرات عليه ينبغي ان تقول له: أراهن أنه كان من الصعب أن تصبح جائعًا أو مبتلًا، أو الحصول على هذه الدرجة السيئة في المدرسة وفقدان درجاتك".  

قد يكون من الصعب على الأمهات دعم أطفالهن دون تقديم المساعدة لهم أو الاهتمام المفرط بهم، ولكنه أحد أكثر الأمور المشجعة التي يمكنك القيام بها لمساعدة أطفالك على تنمية الشعور بالمقدرة مع أن العواقب الطبيعية غالبًا ما تساعد الأطفال على تعلم المسؤولية فإن هناك أوقاتا لا تكون فيها العواقب الطبيعية عملية فعندما يكون الطفل في خطر لا يمكن للبالغين أن يسمحوا للطفل بأن يواجه العواقب الطبيعية للعبء في الشارع على سبيل المثال وعندما تتعارض العواقب الطبيعية مع حقوق الآخرين لا يمكن للبالغين (مثلًا) أن يقبلوا بالعواقب الطبيعية للسماح للطفل برمي الآخرين بالحجارة. 

عندما لا تبدو نتائج سلوك الأطفال مشكلة لهم، سوف تؤثر العواقب الطبيعية سلبًا في صحتهم وسلامتهم، على سبيل المثال لا يبدو أن هناك مشكلة بالنسبة الى بعض الأطفال إذا لم يأخذوا حمامًا أو ينظفوا أسنانهم أو يقوموا بواجباتهم المنزلية أو قد يتناولون كميات كبيرة من الوجبات السريعة.  
في هذه الحالات هناك العديد من الأدوات الأخرى التي يمكن أن تكون أكثر فاعلية ونحن نحتاج الى الاعتراف بالقوة الهائلة التي تكمن فينا جميعًا والتي لا يمكننا استخدامها ما دمنا نشعر بأننا ضحايا يكتسب الأطفال المرونة والمقدرة من خلال:

- مواجهة العواقب الطبيعية لخياراتهم.
- تجنت المحاضرات وتجنب أن تقول "قلت لك ذلك".
- اظهر التعاطف لهم مثلًا كقول "كنت مبتلًا وهذا غير مريح بالطبع". 
- كن مطمئنًا عندما لا تتوافر هناك مساعدة "قد يفيدك أخذ حمام دافئ". 
- إقرار المشاعر "يبدو أن هذا كان محرجًا". 

وهناك نصائح أخرى منها: 
- هناك عدة أدوات أخرى ضرورية للعواقب الطبيعية حتى تكون فعالة مثل تخصيص الوقت للتدريب وإظهار الثقة ورؤية الأخطاء كفرص للتعلم. 

- بعد السماح لطفلك بتجربة العاقبة الطبيعية للاختيار (مثل التعرض للبرد بسبب امتناعه عن ارتداء المعطف) يمكنك أن تطرح أسئلة الفضول الحوارية لمساعدته على أن يكون أكثر وعيًا بالطريقة التي تعطيه مزيدًا من السيطرة على ما يحدث وذلك استنادًا الى خياراته.

- لا تساعد على وقوع العواقب الطبيعية ولا تسمح بحدوثها عندما تكون مؤلمة لطفلك، أو لشخص آخر سواء كان في الوقت الحالي أو في المستقبل.

- هناك احتمال آخر هو أن تسأل طفلك إذا ما كان يود أن يضع تحديًا على جدول أعمال الاجتماع العائلي للمساعدة على إيجاد الحلول عن طريق العصف الذهني.

إن معرفتنا أننا إذا ما أتينا فعلًا فإن شيئًا ما سيحصل نتيجة لذلك هو جزء من التربية التي نتلقاها في صغرنا.. وإن تعريف ذلك لطفلك هو عملية بسيطة تشجّع حسن السلوك عنده وتعلّمه المسؤولية في الوقت نفسه أعطِ طفلك فرصة للقيام بما هو صواب عن طريق شرحك له عن عواقب سوء السلوك التي قد تنتظره..

فمثلًا إذا ما أردت أن يتوقف طفلك عن الشخبطة على الحيطان، فعليك إعلامه بأن عليه أن يكفّ عن فعل ذلك وإلا فإنك ستنهي وقت اللعب المخصص له، من شأن هذا أن يعطي أطفالك تحذيرًا وفرصة لتغيير سلوكهم في آن معًا.. فإن لم يكفّوا، فعليك تنفيذ وعيدك بهدوء ومن دون أن تظهر غضبك، "واثنِ على نفسك لفعلك ذلك لأنّه ليس أمرًا سهلًا!" والقول هنا للأستاذة «كلوفر» التي تضيف أيضًا: "أمّا إن توقفوا، فَكِلْ لهم المديح كيلًا. فما تفعله هو أنك تخلق حلقة ردّ فعل إيجابي لطفلك. وقد أظهرت الدراسات نجاعة العواقب الهادئة في تعليم الأطفال عن عواقب سوء سلوكهم".

كما أن الثبات هو عامل مهمّ في التربية الإيجابية، ولذا فإن تنفيذك لوعيدك أمر مهم، وكذلك اتخاذك لعواقب معقولة حيث بوسعك مصادرة هاتف مراهق لساعة، لكن مصادرته لأسبوع كامل قد يكون أمرًا عسير التنفيذ.

 

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج تهذيب إيجابي - الحلقة الأولى - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا