كيف يتعامل الأهل مع الأطفال في شهر رمضان
2024-03-18 11:45:54
369

هناك سؤال مهم ينبغي الالتفات إليه وهو ما شعور ابنك وهو صائم؟
وكيف تتعاملين مع طفلك في شهر رمضان؟

بعض الأبناء أو الغالبية العظمى منهم يشعرون بالخوف من الصيام؛ لأنهم سيحرمون من الطعام والشراب والحلويات لفترة طويلة، فيكون شعورهم في هذا الشهر الخوف من أنهم لن يستطيعوا الصيام، وبعض الأطفال يدخل هذا الشهر بقوة وتحدٍّ، ويصومونه كاملاً وهم في سن صغير، والفارق بين هؤلاء الأطفال يرجع إلى أسلوب التربية.

إذن كيف نربي أبناءنا على التعامل مع شهر رمضان؟
نرى بعض الأهل يُصوِّمون أبناءهم ولكنهم في المقابل كانوا يقدِّمون لهم اللعب والدُّمَى حتى تلهيهم عن الجوع والعطش.. 
هذا أيضًا ما ينبغي أن نفعله مع أبنائنا.. لا بد أن يشعروا أن شهر رمضان شهر جميل ومحبَّب إلى نفوسهم، لا بد أن ينغرس هذا المعنى في نفوسهم منذ الصغر حتى يستقر بعد ذلك في أنفسهم عند الكبر.

كثير من الآباء يشتكي الآن أن ابنه يفطر في شهر رمضان أو يدخن في نهار رمضان، وللأسف هذه النماذج موجودة في مجتمعنا المسلم، وما هي إلا محصلة لتقصير الآباء في غرس معاني حب شهر رمضان العظيم في نفوس الأطفال، فشهر رمضان الكريم محضن تربوي عظيم لأطفالنا؛ لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية، ولكن كيف نستثمر هذا الشهر الكريم مع أبنائنا؟!

بعض أطفالنا يكون لديهم حب المساجد والمكوث فيها، فتجدهم في صلاة الجماعة مع الكبار، والبعض الآخر من الأبناء وهم للأسف الغالبية العظمى تجدهم على أفضل الأحوال يصلون العشاء مع آبائهم، أما الباقي فلم يصلوا العشاء أصلاً وهم من بعد الإفطار عاكفين أمام التلفاز يتابعون الفوازير والبرامج التلفازية، مقتدين في ذلك بآبائهم وأهليهم.. كلهم قد وقعوا ضحية لما زينه شياطين الإنس من أهل الباطل من وسائل مُضِلَّة، إن شهر رمضان فرصة عظيمة لغرس معاني الإيمان في نفوس الأطفال، فلا نفوت على أبنائنا هذه الفرصة.


إن شهر رمضان فرصة عظيمة لغرس معاني الإيمان في نفوس أطفالنا، ومن هذه المعاني الإيمانية:

1. الصبر: وذلك من خلال الصيام وتحمل الجوع والعطش.

2. المراقبة: فالطفل لا يراه إلا الله ولكنه لا يأكل ولا يشرب؛ لأنه يعلم أن الله يراه.

3. حب المساجد: فوجوده في الصلوات مع والده، واشتراكه في المسابقات الخاصة بالمسجد، كل هذا يغرس في نفس الطفل ويحيي فيه داعي الفطرة، وعندما يكبر سيذكر كل هذه المواقف، وستكون لها أكبر أثر في توبته وعودته إلى الله، إنْ كان ضل الطريق ووقع ضحية لرفقاء السوء.

4. حب القرآن: فعندما يرى الطفل والديه وإخوته عاكفين على كتاب الله سيقلدهم هو بالفطرة وسيقرأ بل ربما يحاول أن يختم في شهر رمضان، كل هذا يقوِّي عنده داعي الفطرة بل يحببه في القرآن، وأيضًا يعلِّمه كيف يقرأ القرآن وتصبح قراءة القرآن يسيرة على لسانه في الكبر، بعكس الأطفال الذين لم يقرؤوا القرآن في صغرهم تجدهم عند الكبر يتعتعون في كل كلمة.

5. الترابط الأسري وصلة الرحم: فهذا الشهر العظيم فرصة لتقوية الترابط الأسري وصلة الرحم، فالأسرة تجتمع غالبًا مرتين في اليوم على مائدة الطعام، ويزداد ترابط أفراد الأسرة بعضهم ببعض، وهذا له أكبر تأثير على تماسك شخصية الطفل وقوتها؛ فالطفل الموجود في أسرة متماسكة ومترابطة يكون أكثر استقرارًا نفسيًّا وذهنيًّا وعقليًّا من الطفل الموجود في أسرة مفككة أو الأرحام فيها مقطوعة، كما أن تبادل الزيارات بين أفراد الأسرة واجتماعهم على مائدة الإفطار يغرس في نفس الطفل أهمية صلة الرحم وعدم قطعه.

6. الجود والكرم: فعندما يقتدي الآباء برسول الله وأنه كان أجود ما يكون في شهر رمضان، ويبدؤون في إخراج صدقاتهم وزكاة فطرهم، يتعلم الأبناء منهم حب الصدقة، خاصة إذا كان الآباء حريصين على تعلُّم أبنائهم هذا الأمر، فحبذا لو أن الأمهات تعطي طفلها الصغير قدرًا من النقود ليضعها في يد سائل؛ فهذا الفعل له أكبر أثر على نفس الطفل، وكم سيغرس فيه حب الكرم والصدقة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج أبناؤنا وشهر رمضان - الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية 38.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا