العداء لآل بيت الرسالة
2024/04/28
192

السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ المُهتَدونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِينَ.. ((فأضبّت عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)..

إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هي نعمة محمد وآله صلى الله عليهم أجمعين وما ورد عنهم من أدعية وزيارات لها دور كبير في إيجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه وإذابة تراكمات الذنوب والخطيئات وتبييض صفحة الإنسان العاصي وإيجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة، حيث تعبر عن إحساس نفسي وشعور حي لدى الإنسان، الذي يدرك وجود حقيقتين في حياته: الله، والإنسان، ويدرك النسبة الحقيقية بين الوجودين:

وجود الله الذي هو مصدر الغنى والكمال والإفاضة في هذا العالم.. إضافة الى ذلك فهي تبني العقيدة بناء قويًا ورصينًا وتكشف في كثير من الأحيان عن حقائق التأريخ بعيدًا عن إمكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك التي تقول:
(فأضبت عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ) في هذه الفقرة من الدعاء والذي تحدثنا فيها عن إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ أوجدت أحقادًا في نفوس من تسموا مسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لأهل البيت (عليهم السلام) على الرغم من ادعاء أغلبهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام). 

فعبارة (فأضبت عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم، قد لجأت وللأسف الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.

والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل أكبر ويرسم لنا بوضوح أكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة آل بيت الرسالة عليهم اتم الصلاة والسلام.. فالندبة في هذا المقطع تشير الى حالة العداء والبغض التي وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب بغضها، وقد ترجم الإمام الصادق (عليه السلام) حالة الأمة حيث قال (عليه السلام): 
((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))..

فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة وتصدير الباطل وكل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل يلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداؤهم لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج ندبة المجد الأثيل - الحلقة الثانية - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا