الرزق مقسوم فلا تبتئس
2024/04/27
235

كثير من الناس قد يقع في مطب الخوف من مجهول الحياة وكيفية تأمين العيش الكريم، متغافلاً جهلاً عمّن تكفّله وهو بين لحم ودم في تلك الظلمات الثلاث دون عناء، يأتيه رزقه هنيئاً مريئاً.

وهنا نوعان من الناس؛ الأول مشترٍ قابض على أمواله خوفاً من مجهول الأيام ليس تقديراً منه وإنما تقتيراً.. والثاني بائع مبتلى بتأرجح الأرزاق صعوداً ونزولاً.
وهناك القابض على ميزانه بما يرضي الله تبارك وتعالى كالقابض على جمرة؛ كون الكثير ممن يتحايل بميزانه بدوافع زيادة رزقه، ظناً منه ذكاءً وفطنةً في زيادة إيراده المالي، عاكف على زيادة الأموال والانكباب على البعد الدنيوي دون الأخروي، ﴿فمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ (البقرة: 200)، متناسياً أن مَن يرزقه هو نفسه القادر على المنع والحجب.

عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً» (مجموعة ورام: ج1/ص222)، وعن الإمام الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: «لا تجاهد الطلب جهاد الغالب، ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم، فإن ابتغاء الفضل من السنّة، والإجمال في الطلب من العفة، وليست العفة بدافعة رزقاً، ولا الحرص بجالب فضلاً، فإن الرزق مقسوم، واستعمال الحرص استعمال المأثم» (بحار الأنوار: 78/106/4).

فمن خلال الحديثين الشريفين يتبيّن جلياً كفالة العيش من قبل الله تعالى، من غير حاجة إلى التحايل أو التذاكي من العباد في زيادة أرزاقهم! فالكل مكتوب رزقه كما كُتب أجله.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 981.
إسلام سعدون النصراوي


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا