التربية الاجتماعية
2024-02-25 07:04:58
348

الإنسان كائن اجتماعيّ بطبعه، ولا يمكنه الاستغناء عن العيش مع الآخرين ونسج علاقات مختلفة معهم، فعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، أنّه قال: "إنّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته، والناس لا بدّ لبعضهم من بعض".

كيف نصل بأبنائنا الى اللباقة الاجتماعية الكافية؟ 
نتفق على أن الحفاظ على الاجتماع البشريّ بوجود منظومة من القوانين والقيم بنحو يجعل العيش المشترك بينهم ممكناً، والإسلام هو الدين الصالح لقيادة الحياة الاجتماعية للإنسان بأبعادها كافّة، ونعرّف بدورنا المجتمع بأنه مجموعة الأفراد الذين يعيشون في حيّز جغرافيّ واحد، ويرتبطون فيما بينهم بعلاقات خاصّة في ضوء قوانين وقيم وأعراف وعادات وتقاليد متّفق عليها، ويشكّلون بتعاونهم وتقاسم الأدوار والوظائف بينهم وحدةً منظَّمة متفاعلة، تمكّنهم من الوصول إلى أهدافهم وإشباع حاجاتهم وتأمين متطلباتهم بدرجة كبيرة.

وتختلف صور المجتمعات بساطة وتعقيداً وسعة وضيقاً، أضف إلى ذلك أنّ هناك المجتمع الافتراضيّ المتمثّل بعالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، والمجتمع الواقعيّ المتمثّل بأشكال متعدّدة كالقرية والمدينة والمدرسة و...، وينشأ الطفل في أحضان البيئة الاجتماعية التي تقوم بدور مهم في بناء شخصيّته وتشكيل هويّته.

هناك العديد من القيم والآداب الاجتماعية التي ينبغي تربية الطفل اجتماعياً عليها منها:
أ- تشجيع الطفل على المشاركة في الاحتفالات والأنشطة الاجتماعية العامّة، وتنمية روح التعاون الاجتماعيّ، كالمسارعة إلى حمل الأغراض عن امرأة كبيرة يثقل عليها حملها.
ب- تنمية روح دفع الأذى عن أبناء المجتمع، كما لو وجد قنّينة زجاج في الشارع فقام بتنحيتها جانباً.
ج- تعويد الطفل على الإحساس بالآخرين، والتصدّق من ماله الخاصّ أو أشيائه الخاصّة.
د- تعويد الطفل على احترام الآخرين لاسيما توقير الكبير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): "ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، وعنه أيضا (عليه السلام): "عظّموا كباركم".
 
هل هناك أساليب تتبعها الأم لتنجح في التربية الاجتماعية لأبنائها؟ 
نعم بالتأكيد فالأسرة هي أوّل وحدة اجتماعية يفتح الطفل عينيه على العيش في كنفها، وفي أحضانها يكتسب أنماط العلاقات المختلفة مع الآخرين، وأساليب التفاعل الإيجابيّ أو السلبيّ معهم، ووظيفة الأهل بناء الشخصية الاجتماعية للطفل انطلاقاً من العائلة، وذلك من خلال تقديم المجتمع الأسريّ بصفة أنموذج مصغّر عن طبيعة القيم والعادات والآداب والسلوكيات التي يصطحبها الطفل معه إلى المجتمع، لذلك أكدّ الإسلام على بناء العلاقة الأسرية الطيبة مع الأولاد، ففي الوقت الذي شدّد فيه على عملية برّ الوالدين، كما ورد في كتاب الله تعالى أكدّ في المقابل على أهمّية قيام الوالدين بإعانة ولدهما على برّهما بأداء وظيفتهما في التربية الحسنة للطفل بأساليبها وقيمها وآدابها الإسلامية كافة.

ما الآداب الاجتماعية التي يجب على الأم أن تعود ابنائها عليها؟
جعل الإسلام مجموعة من الأمور والآداب والسلوكيات التي تسهم في إعانة الطفل على أن يكون بارًا داخل مجتمعه منها:

  • تعويد الطفل على طاعة والديه: تعويد الطفل على طاعة إرشادات وتوجيهات والديه وأوامرهما، وألّا يرضيا منه تكرّر رفض ما يطلبانه.
  • تعويد الطفل على شكر الاخرين، وتعويد الطفل على خدمة والديه فهذا شرف له ومنزلة عالية في بر الوالدين وهي ضمن مجتمع الاسرة.
  • وتعويد الطفل على آداب الكلام، وعلى آداب لغة البدن، وكذلك تعويده على آداب المشي والجلوس والطعام.

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج غمار تربوية - الحلقة العاشرة - الدورة البرامجية 77.



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا