كيف تبدأ الفتاة رحلة التكليف؟
2020-10-20 12:00:00
350

قال الإمام علي(عليه السلام): " رحم اللَّه أمرءاً عرف من أين؟ وفي أين؟ وإلى أين؟"..

ندعوك لتجولي ببصرك الوادع في الكائنات من حولك، إنك ترينها وتلمسينها وتشمينها، تشعرين بها من خلال حواسك، ولكن هناك سؤال يطرحُ نفسَه:-
هل إنَّ ما نشعر به هو كلُّ شيء أم أنَّ هناك أشياء أخرى لا نشعر بها وهي موجودةٌ حقاً؟
إنَّه سؤال مهم من مجموعة أسئلةٍ كبرى من قبيل:-

مَنْ أوجدني وأوجد مخلوقات هذا العالم؟

كيف ينبغي أن أعيش لأصل إلى السعادة؟

إلى أين أصل بعد هذا العالم؟

هذه أسئلة كبرى، لا تحتمل الإجابة عنها التأجيل ولا الإهمال، لأنَّها تتعلَّقُ بأساس وجودك.والإجابة عنها، عند الإعتقاد بصحتها، تسمَّى «العقيدة» أو «الرؤية الكونية».

إذن، ما هي الرؤية الكونية؟

الرؤية الكونية:
إلهية وغير إلهية فمرةً يرسل الله وحياً إلى أنبيائه ليجيب عن هذه الأسئلة فتكون ثمرة الأجوبة رؤية كونية إلهية.ومرةً أخرى تقدَّمُ عقولٌ إنسانية محدودة إجابات متنوعة فتكون ثمراتها رؤىً كونية غير إلهية متعددة.
إن أساس وأصل كافة العقائد هو التوحيد، فهو أهم وأعظم عقائدنا، وعلى أساسه نعتقد أنَّ اللَّه تعالى هو وحده خالق هذا العالم وكافة عوالم الوجود.والرؤية الكونية الإلهية في القرآن الكريم تشرح لنا الوجود على الشكل التالي:

إنَّ مصدر هذا الوجود هو اللَّه تعالى واللَّه الواحد الأحد هو خالقنا وخالق كل شيء، هو ربنا الذي يهدينا، وهو الإله المستحق للعبادة، وليس كمثله شيء له كل الكمالات التي يمكن أن نتصورها، له الحياة الحقيقية ومنها يعطي الحياة للموجودات هو العالم الحقيقي وكل علم منه، هو القادر ولا أحد له القدرة سواه وكل قدرة تأتي من قدرته.
ومن أهم صفاته، بعد الوحدة، أنَّه عادلٌ أي أنه لا يظلم أحداً، ولا يمنع شيئاً من الحصول على الكمال الذي يسعى إليه.

إنَّ اللَّه سبحانه وتعالى قد أرسل الأنبياء عليهم السلام ليقوموا بمهمة عظيمة، وهي هداية الناس إلى الطريق المستقيم.وقد اختارهم لأنَّهم منزهون عن ارتكاب المعاصي والآثام ويملكون نفوساً سامية.جميع الأنبياء قاموا بتبليغ الدين الإلهي الواحد، وهو الإسلام.

آخر الأنبياء وأعظمهم كان سيد المرسلين محمد(ص وآله) فهو الذي بلَّغ الإسلام كاملاً وتاماً للناس.
ثم جاء بعده اثنا عشر إماماً ليكملوا هذه المهمة المقدسة أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي غاب بسبب ابتعاد الناس عن الدين الإلهي وتركهم للجهاد وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسوف يظهر في آخر الزمان ليقيم دولة الحق والعدل.

عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوَّل اللَّه ذلك اليوم حتى يبعث اللَّه فيه رجلاً من أهل بيتي».

﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ* كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ* كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ* ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ* ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ إنَّ اللَّه سيبعث الناس بعد موتهم للحساب، وسوف يجزي المسيء والمحسن في يومٍ يسمَّى بيوم القيامة، حيث يدخل الكافر والمسيء إلى النار فيما سيدخل المؤمن والمحسن إلى الجنة.فعالم الدنيا ليس كل شيء بل إن الآخرة هي الحياة الحقيقية وهناك ستظهر كل الحقائق كما هي ويخلد الناس إما في الجنة والنعيم وإما في النار والجحيم كلٌّ بحسب عقائده وأعماله في الدنيا.هذه هي، عزيزتي، أصول الدين وبعض متفرعاتها، فما عليك إلا التفكير فيها ملياً والتأكد من صحتها خلال حياتك بالعلم والدليل العقلي من خلال الكتب والعلماء ثم الاعتقاد بها حتى تكون حياتك ومسيرك وحشرك على أساسها.

الأحكام الشرعية:

 أيتها البرعم المتفتح في بستان الحياة لقد صار لأعمالك قانون وميزان يضمن أن تسير وفق البرنامج الإلهي، وهو عبارة عن الأحكام الشرعية التي جعلها الإسلام على شكل واجبات ومحرمات ومستحبات ومكروهات ومباحات والتي يعتبر اللَّه امتثالها،الطريق الوحيد للفوز في الآخرة، فأنت يا عزيزتي مكلَّفةٌ بالعمل على أساسها، ولذلك يقال لكِ «مُكلَّفة».

فهلِّمي نستمع عناوينها الأساسية:

قال الإمام علي عليه السلام:«القرين الناصح هو العمل الصالح»، ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾ 

ومن هذه الاحكام ما يسمى بالواجبات الأعمال التي يجب القيام بها ولا يجوز تركها مثل: الصلوات اليومية، الحجاب، الصدقً...
وهناك المحرمات الأعمال التي لا يجوز القيام بها ويجب تركهامثل:الغناء، عقوق الوالدين، الكذب...

واما المستحبات فهي الأعمال التي نستحق الثواب على فعلها ويجوز تركها مثل: السلام على الناس، الصدقة،الدعاء....

ومباحات الأعمال التي لا نستحق العقاب ولا الثواب على فعلها وعلى تركها مثل: المشي، الضحك، الأكل والشرب.. وبقيت المكروهات والتي هي الأعمال التي نستحق الثواب على تركها ويجوز فعلها مثل: الكلام في المسجد بغير ذكر الله، والنوم بين طلوع الفجر وطلوع الشمس...

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج اللؤلؤة البيضاء- الحلقة الأولى

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا