تقييم الآخرين ومواقفهم
2024/04/23
126

إن تقييم الآخرين أو مواقفهم بالإيجاب والنقد من المواضيع العامة التي يُبتلى بها الإنسان في حياته الاجتماعية، حيث إنه قد يتصدّى للحكم بنحوٍ ما على الآخرين وعلى مواقفهم إما بالإيجاب وإما بالنقد، وقد يُرتب المرء على هذا التقييم بالإيجاب أو بالنقد آثاراً سلوكية تجاه الآخر، مثل الاقتراب منه والاختلاط معه واتخاذه عشيراً وصديقاً إن كان التقييم له إيجابياً، أو الابتعاد عنه والحذر من معاشرته إن كان الانطباع عنه ناقداً.

وتختلّ آراء الناس تجاه عملية التقييم والمعيار الذي لا بدّ من اعتماده فيه واتخاذه أساساً، فهناك رأيان رئيسيان:
1. فهناك من يتراءى له أنه لا موجب للتعرّض لتقييم الآخرين بتاتاً، فالمفروض بالمرء أن يكون معنياً بنفسه، ولا شأن له بالآخرين.
2. ويرى جمهور الناس بارتكازاتهم أن أصل تقييم المرء حسب خصاله وسلوكياته أمر مقبول لا موجب لتركه والتحذّر منه، وهو يوافق فطرة الإنسان وسنن الحياة والغايات الحكيمة.

فهناك مغزى تربوي لعملية التقييم بالنسبة إلى الذات من جهة أنه يشجع النفس على اقتفاء الخطى الراشدة والفاضلة والمحمودة، ويقيها من التأثىر بالخطى الخاطئة والذميمة.. كما أنّها ذات مغزى تربوي بالنسبة إلى الآخرين إذ إنه في التقييم الإيجابي يشجعهم على المعروف والصلاح ويثبّتهم عليه.

كما أنه في التقييم الناقد يكون ناظراً إلى التصحيح والتقويم دون الرفض الشخصي والإساءة والتجريح، وقد يكون فيه دفعاً له نحو الكمال، مثل الاهتمام بالعقيدة الصائبة والأخلاق الفاضلة والعناية بالمسيرة الراشدة بالتعلّم والدراسة والعمل وفي ذلك كله صلاح للشخص وللنوع، ومثل هذه المعاني هي من غايات جعل القوانين وإصدار التعليمات المتبوعة بالأحكام الجزائية.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 979.
*تقييم الآخرين في المنظور الفطري والشرعي؛ السيد محمد باقر السيستاني

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا