ضربةٌ تعدِلُ عبادةً
2024/04/21
194


السؤال:
ما معنى قول النبي محمد (صلى الله عليه وآله): (ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين)
أو: (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين)
هل من الممكن إعطاء تفسير واضح لهذا القول؟

الجواب:
إن فضيلة ضربة الإمام علي (عليه السلام) في يوم الخندق لا تقاس من ناحية العدد، أو يكون النظر إليها على أساس أنها ضربة واحدة لا أكثر، أو أنها لا تمثل أكثر من قتل شخص واحد لا غير.. وإنما هي ضربة نوعية لها فعل النوع وأثره.

ومن هنا، نجد وصف النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لخروج علي (عليه السلام) إلى عَمْرو بن عبد ود العامري في هذه المعركة بأنه خروج الإيمان كله إلى الشرك كله، فهي إذن مواجهة النوع للنوع، وقد تمثل هذا النوع من جانب أهل الإيمان بالإمام علي (عليه السلام)، وتمثل النوع الآخر من جانب أهل الكفر بعَمْرو بن عبد ود العامري، فانتصاره (عليه السلام) انتصار لنوعه، أي انتصار أهل الإيمان كلهم، كما أنه لو كانت الهزيمة لا سمح الله واقعة في هذه المواجهة لكانت هزيمة للنوع كله.. أي نظراً إلى الجانب المصيري الذي يرتبط بهذه المعركة أي معركة الأحزاب وما سيترتب عليها من انعطاف خطير في مسيرة الإسلام فيما لو خسر المسلمون المعركة.

فكانت هذه الضربة المباركة بعظمة هذا الموقف وخطورته لها الفضل في بقاء الشهادتين إلى يوم القيامة، ولها الفضل في كل عمل وفعل خير يقوم به المسلمون في أرجاء الأرض إلى يوم القيامة؛ إذ لولاها لاندرس الإسلام، ولانتصر الشرك على الإيمان، ولكن شاءت إرادة المولى أن تجعل هذه المواجهة سبباً في عزة الإسلام وأهله، وتكسر شوكة الكفر وأهله.

فهي بهذا اللحاظ لا يمنع أن تكون كل أعمال الثقلين بما فيها أعمال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده داخلة تحت فضل هذه الضربة المباركة التي أعزت الإسلام وأهله، فإنه لا يوجد لأحد من الثقلين بعده (عليه السلام) فضل بمثل فضل هذه الضربة المصيرية.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 964.
* مؤسسة المصطفى (صلى الله عليه وآله) للإرشاد

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا