لعل من أبرز القضايا التي شغلت حيزاً كبيراً من تفكير علماء النفس والاجتماع، هي الآليات والدراسات المؤثرة في تنظيم حياة الطفل، وجعلها تتسم بالاستقرار بعيداً عن المشاكل والصراعات النفسية التي قد تؤدي الى تفكيك البنية الأساسية للطفل. 

 لذلك نرى هنالك آلاف النظريات والأبحاث قد كتبت في هذا المجال، والسبب أن المسائل الاجتماعية تعتبر من الأمور التي يصعب في كثير من الاحيان ايجاد الحلول الآنية لها؛ لأنها تحتاج الكثير من الوقت حتى تأخذ مأخذها من كيان الانسان. 

أما موضوعنا والذي يتناول عملية التدرج في بناء شخصية وكيان الطفل بشكل نموذجي من مرحلة الطفولة الى مرحلة الاعتماد على القابليات الحقيقية التي يمتلكها, تحتاج من الوالدين عدة امور منها: 

1. أن يكون الأب والأم أنموذجين في الأسرة في الأفعال والأقوال. 

2. ضرروة وحاجة ملحة أن يكون في داخل الأسرة حس العمل الجماعي، وعدم الاتكال على الآخر في تأدية بعض المتطلبات التي تحتاج المشاركة. 

3. الثقافة الاجتماعية تعد ضرورة وعلى الوالدين السعي في تحصيلها؛ لأنها سوف تكون من افضل الخيارات لحل جميع المشاكل التي قد تواجههم في مرحلة التربية. 

4. الارشاد والتوجيه الإيجابي، وحبذا استخدام الطرق غير المباشرة؛ لأنها أكثر وقعاً في نفوس الكبار قبل الصغار. 

5. تشجيع الأطفال على المساعدة سواء كان على مستوى المنزل او المدرسة او مساعدة الجيران والأقارب. 

6. تفعيل دور المحفزات المادية البسيطة والتي بدورها تشعر الطفل بأنه محل اهتمام وتقدير, ويفضل أن تكون المحفزات مرتبطة بعمل يؤديه الطفل مهما كان ذلك العمل كبيراً او صغيراً. 

كل هذه التفاصيل تحتاج منا جهوداً متواصلة من أجل تحقيقها؛ كونها تعتبر عناصر مهمة في خلق اجواء الاستقرار النفسي والتربوي للطفل، ودونها سوف نعرض اطفالنا الى نوع من الارباك التكويني لشخصيتهم والتي بدورها سوف تؤدي الى: 

1. فقدان الطفل هويته الحقيقية. 

2. بروز سلوكيات وتصرفات ترهق المربي. 

3. صعوبة تلبية متطلبات الطفل؛ لأنها تتصف بعدم الانضباط والعقلانية. 

4. عدم الالتزام بقواعد التربية سوف يعكس واقعاً مريراً لا يمكن معالجة بعضه، وربما يتطلب تقويمه سنين طوال من الارشاد والتوجيه المضاعف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى الروضتين(صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- شعبة الإعلام)- / العدد 288/ محمد النصراوي.