الوعي الديني لدى الأطفال
2020-05-23 09:34:01
1002

يولد الأطفال وهم كالصفحة البيضاء لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء أتجاهاتهم شيء يحملون جميع معاني الطهر والبراءة ويتحمل الاباء والمربون مسؤولية ملئ هذه الصفحة بالافكار السليمة التي تؤهل هؤلاء الاطفال ليكونوا شباباً ذوي انتاجية فعالة في المجتمع وسبباً من أسباب تقدمه ورقيه وتعد الثقافة الدينية من أهم ما يتوجب على الاباء والمربين غرسه في نفس الطفل لأنها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم؛ فالطفل لا يستوعب كل مانخبره به وما يحدث حوله بعمق بل يفهمه بشكل سطحي ومن الناس من يعترض على تعليم الطفل في سن صغيرة وهذا غير صحيح فالاطفال يحفظون القرآن بشكل جيد رغم أنهم لايفهمونه فعقل الطفل كالكمبيوتر تستطيع أن تخزن به ما تريد وعندما يكبر يتصرف وفق ماخزنا به فيجب علينا ان نبدأ بتعليمه نظرياً.

وأن أي علم يعتمد في بدايته على الاشياء النظرية كأن نجعله ينظر الى السماء والارض ثم نخبره إن الله خلق السماوات والارض إذاً نبدأ بعملية غرس الجانب النظري وننتقل في كل مناسبة الى الجانب العملي ونطرح ذلك من خلال حوار الطفل فعندما يبدأ بالأكل نعلمه ان يقول: بسم الله ثم نسأله من أتى بهذا الطعام؟ في البداية سيجيب من السوق والسوق آتى به من أين؟ هكذا حتى ننتهي به الى الله ونعلمه أيضاً إن يحمد الله على هذه النعمة.

عزيزتي الأم يجب عليكِ أن تربطي باستمرار كل أمور الطفل بالله حتى ننتقل به من الجانب النظري الى التطبيقي حيث ننتقل الى إشعار الطفل بأن سلوكياته وأفعاله مراقبة من الله (عزوجل) لتعزيز المفهوم العقائدي لديه ونخبره أن الله موجود يراقبنا ويرانا ولكي ننجح في مهمتنا علينا استخدام الاسلوب القصصي إذ إن القصص تلعب دوراً كبيراً في تكوية الفكر عند الطفل.

عزيزتي الأم هنالك طريقة يمكن إتباعها في غرس العقيدة والايمان في نفس طفلك وهي التقليد، نعم عزيزتي حيث يحب الأطفال تقليد الأكبر منهم سناً كالأم والاب والجد إن وجد وينبغي أن يرى الطفل أمه وأباه وهما يصليان وينبغي أن يسمعهما يتلون القرآن فان سماع الطفل للقرآن من والديه وإخوانه وتكرار هذا السماع يغذي روحه ويحيي قلبه كما يحيي الأرض المجدبة لأن سماع الطفل والدية وهما يذكر أن الله تعالى ومشاهدته لهما في عبادتهما لذلك أثر في أفعاله وأقواله.

ومن الأمثلة على ذلك قصة هذه الطفلة:-

لقد اعتادت هذه الطفلة أن ترى والدتها بعد الصلاة تجلس في مصلاها حتى تنتهي من أورادها بعد الصلاة، وفي أحد الأيام لاحظت الطفلة على والدتها النهوض من المصلى بعد أداء الصلاة مباشرةً فقالت لها: لماذا قمتِ من مصلاكِ قبل أن تقولي: "استغفرالله" وهذا الموقف يدل على شدة مراقبة الطفل لوالديه.

عزيزتي الأم أن الانسان معرض للأسقام والأمراض وقد يمرض أحد الأبناء ولذا ينبغي أن يكون مرضة فرصة لتقوية صلته بالله تعالى وذلك بتذكيره بفضل الصحة والعافية وأنها من نعم الله تعالى وأنه يجب شكره عليها وأن الانسان ضعيف لا حول ولا قوة إلا بربه وعند أخذ الدواء أو الذهاب به الى المستشفى نوحي اليه ان الشفاء من الله لكن هذه اسباب أمرنا الله بها ولنضرب له الأمثلة بالانبياء (ع) وأخذهم بالأسباب واتكالهم على الله تعالى كقصة النبي أيوب (ع) ومرضه ومن أهم الأمور تذكير الابناء آحتساب الاجر والصبر على المرض وعلى الدواء.

عزيزتي.. إن من واجبات الوالدين إثناء قيامهم بالمهمة التربوية هي تنمية المشاعر الايمانية والخلقية في نفس الطفل من خلال ايقاظ فطرة عبادة الله بواسطة العبادات التمرينية وتشجيعهم على اتباع الأوامر الإلهية والارتباط بالخالق العظيم وقد ورد في هذا الموضوع أحاديث وروايات كثيرة عن الرسول (ص) والائمة الاطهار(ع).

فعن رسول الله(ص) أنه قال:" إن المعلم إذا قال للصبي بسم الله كتب الله له وللصبي ولوالديه براءة من النار"، ويقول الأمام السجاد (ع):"إنك مسؤول كما وليته به من حسن الأدب والدلالة ع ربه".

لقد استأثر موضوع التربية الدينية للاطفال بقسط وافر من اهتمام الرسول الاعظم (ص) الى درجة أنه تبرأ من الآباء المهملين لهذه المهمة ولهذا الواجب وهو يقول في هذا الأمر: "ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟ فقال: لا من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسر من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء".

عزيزتي الفاضلة إن أول شيء ينبغي تعليمه لأولادنا هو الصلاة فهي من العبادات التي حث الإسلام الوالدين على تعليمها للطفل وذلك لضمات حصول تربية دينية تؤمن التوازن بين الروح والجسد لدى الطفل.

فعن الرسول الأكرم(ص)أنه قال:"مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً".

عزيزتي.. إن الدعاء يترك أثراً عظيماً في نفس الطفل صحيح أن الطفل قد لا يفهم العبارات التي يؤديها أثناء دعائه ولكن وقوفه بين يدي الله تعالى يعلمه معنى التوجه نحو الله ومناجاته فينشأ مطمئن البال مستنداً الى رحمة الله الواسعة كما قال عز من قائل:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب".

وقد حثت أحاديث اهل البيت (ع) على تعليم الأولاد القرآن الكريم وبينت الثواب الجزيل للأبوين اللذين كانا سبباً في تعليمه كتاب الله العزيز.

وأن هنالك الكثير من الأساليب التي نقترحها عليكِ وهي أساليب دينية والتي يمكن استخدامها لدفع الطفل نحو الصلاة والدعاء وقراءة القرآن وهذه الفنون مستخدمة في التربية عموماً ويمكن اعتمادها في التربية الدينية وهي كالآتي:-

أساليب التوعية:-من خلال إبراو الآيات وأسلوب التذكير..

الأساليب العاطفية:-كالمحبة والحنان والمساعدة..

أساليب الجذب:-كالتكريم والاحترام والتودد إليهم..

الأساليب الخيرة:-كالنصيحة والوعظ والإرشاد.. 

أساليب الترغيب:-كذكر سير الصالحين والقصص ذات العبرة والمغزى..

يجب غرس حب الله في نفوس الابناء والأمتثال لأوامره وأن يكون حب الله مقدماً على كل حب؛ لأن الله معهم أينما كانوا فهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من أي أحد حتى من والديه، فأن الاطفال اذا أحبوا ما جاء من عنده وهو كلامه القرآن ثم أحبوا أوامره مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأصبحت أوامره بلسماً في قلوبهم وإن هم علموا ان الله (عزوجل) يكره الكافرين والمنافقين والمتكبرين والظالمين ابتعدوا عن الاتصاف بهذه الصفات وقدموا الغالي والرخيص في سبيل مرضاته والتقرب منه فيما يحب والابتعاد عما يكره والاستشعار بأن الله مولاه ويدفع عنه إن أعز ما يملك الانسان بعد الايمان بالله هو الكرامة كقوله تعالى:"ولقد كرمنا بني آدم".

فأن التربية قائمة على أساس الكرامة تنتهي بالانسان الى أن يكون عالماً وقادراً على أن يتخذ القرارات السليمة فكرامة أطفالنا تبدأ أولاً من حبهم لخالقهم الذي كرم أباهم آدم وأسجد له الملائكة.

عزيزتي الأم يجب مراعاة هذه النبتة الغضة لئلا يفسد فطرتها خبث المؤثرات الخارجية ويجب تعليمها العقيدة الصحيحة بالحكمة والموعظة الحسنة لأن العقيدة غذاء ضروري للروح كضرورة الطعام للاجسام فيجب أن نختار له من العقائد الصحيحة ما يلائم عقلة ويسهل عليه إدراكه وتقبله وكلما نما عقله وقوي ادراكه غذيناه بما يلائمه بالادلة السهلة المناسبة وبذلك يشب على العقائد الصحيحة ويكون له منها عند بلوغة ذخراً يحول بينه وبين جموح الفكر والتردي في مهاوي الظلال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج نقش على الحجر- الحلقة الثانية- الدورة البرامجية51.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا