البدء من جديد
2022/08/18
352

 

عند إنهاء الزواج الأول يود كل شخص من الرجل والمرأة بدء حياة جديدة، حياة زوجية تعوض فيها المرأة ما مر بها في الزواج الأول وكذلك الرجل، وبالتأكيد هذا حق مشروع لكليهما، ولكن عندما يكون الزواج الثاني هو زواج جبري تجبر فيه المرأة على وجه الخصوص بالقبول والموافقة على كل من يتقدم لها فقط لكونها "مطلقة" حتى وإن كانت في عز شبابها أو تمتلك وظيفة ومستوى تعليمي عالٍ وغيرها من المميزات إلا أنها لا يحق لها الاختيار حسب نظرة المجتمع لها، بالرغم من كون الاختيار الثاني ينبغي أن يبنى على ضوابط أخفقت في اختيارها المرأة في الزواج الأول كما هو على الرجل فعله أيضا.
تأتي الطامة الكبرى عن وجود أطفال خارج مخططات هذه الحياة الجديدة، فنجد الزوج أو الزوجة الجديدة لا تقبل بالأطفال فينتقل الأطفال بكل أسى الى بيت الجد والجدة، من لا طاقة لهم على حمل أعباء هؤلاء الأطفال الصغار.

أو أن يكون اختيار الزوج أو الزوجة الجديدة مبنياً على أولويات خاطئة لا يكون الأطفال في مقدمتها، فيعاني الأطفال ما يعانون مع زوج الأم أو زوجة الأب دون مراعاة للمسؤولية والضمير.

 لقد أضافت الباحثة الاجتماعية مائدة الدوركي "الحياة مليئة بالصعوبات والإنسان عندما يمر بتجربة معينة يصبع واع بجوانب مختلفة لربما لم يكن يراها من قبل، كذلك المرأة عندما أخفقت في الزواج لمرة  لربما هي المذنبة لربما الطرف الآخر أو لربما تكون الأطراف المحيطة كأهل الزوج أو أهل الزوجة هم السبب في إحداث هذا الطلاق ينبغي التعلم وعدم التعجل بالاختيار فالزواج ليس لعب وتسلية بل هو تقبل لكل ظروف الحياة بالحد المعقول وهناك فترة الخطوبة المشروعة موجودة للتعرف لكلا الطرفين دون مجاملة ودون مباهاة وغير ذلك".

أما التعجل بالزواج الثاني لإثبات شيء ما من قبل المرأة التي تريد الهرب من كلمة "مطلقة" أو الأهل ممن لا يريدون تحمل مسؤولية البنت أو الرجل ليثبت بأنه مرغوب به وغيرها من الأمور المتعلقة بكبرياء الرجل، وفي الحالتين الرجل والمرأة يكونون كأنهم خرجوا من مشكلة للدخول في مشكلة أخرى.

لذا أول خطوة في الزواج الثاني الناجح هو تقبل الخطأ، لأن الأخطاء موجودة وهي التي أدت الى الطلاق، فتقبل الأخطاء العائدة لنا دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر كفيل بتشخيص الأخطاء لتجنبها وتفاديها في الزواج الثاني.

كذلك إن كان هناك أطفال، ينبغي وبالدرجة الأولى الاتفاق منذ البداية ومنذ فترة الخطوبة على قدرة الطرف الثاني على تحمل الأطفال بالخطأ والمرض والصحة والغضب وبمختلف حالاتهم، وأن تكون الزوجة الثانية كأم لهم والزوج الثاني كأب وبهذا يتم الاتفاق على أرضية مشتركة وتشخيص قدرة تحمل المسؤولية من قبل الأطراف الجديدة في حياة الأبناء.

من الأمور المهمة أيضاً إعطاء الوقت الكافي للأبناء لتقبل فكرة الإنفصال بين الأب والأم، ومن ثم التمهيد للزواج الثاني من قبل الأم أوب الأم فهذه المتغيرات لا يصح أن تكون في فترات متقاربة لأنها تدمر نفسية الطفل الصغير وتحبسه في دوامة من المشاكل مع الأب أو الأم والطرف الجديد في علاقتهما.
إحسان الاختيار بالدين والخلق وغيرها من الصفات التي تضمن للأبناء والمرأة أو الرجل بأولوية الأطفال حياة سعيدة لا خالية من المشاكل، فليس هناك حياة زوجية كهذه وإنما حياة بسيطة تعيش فيها الأسرة بسلام ووئام يجب أن يكون بالمرتبة الأولى دون تسرع أو عجلة.

 

___________________________________________

المصدر: إذاعة الكفيل- برنامج سحابة صيف-الحلقة الثانية عشر- الدورة البرامجية 61.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا