الجدال والحوار، ضدان لا يتفقان
2022/08/17
288

في مختلف الزيجات تبرز حالات من الخلاف والنزاع بين الزوجين نرى أن من يتبع الحوار الواعي والراقي والمتحضر ترتفع نسب التوافق والانسجام بين الزوجين وحينها سيكون بإمكانهما إيجاد أرضية مشتركة يستطيعون من خلالها وضع حد لهذا الخلاف بينما ينقلب الموضوع الى جدال كبير عند الانجراف الى منازعات عقيمة تخلو من المنطق وصوت العقل الرشيد مع ارتفاع الصوت ودوران حول مواضيع لا تمت للفائدة المرجوة بصلة، فلم تتكون هذه المشكلة لدى بعض الأزواج مما يدفعهم لصد أي نقاش أو حوار فيما بينهم رغم حاجتهم الماسة إليه، ما السبب وكيف الحل ؟

أفادت الدكتورة ميسون حامد (طاهر تدريسية علم  نفس تربوي في جامعة بغداد) بداية بتبيان لمفردة الحوار وكذلك الجدال فمفهوم الحوار من ضمن تعاريفه الكثيرة أنه تبادل الكلام بين شخصين أو أكثر بشرط  الاحترام المتبادل فضلا عن كونه مهارة ضرورية لبناء جسور التواصل  أما الجدال فهو المغالبة أو مقابلة الحجة بالحجة كما أن اختيار المواضيع والأوقات المناسبة كذلك عدم الاسهاب في الكلام بما لا صلة له بالموضوع الأساسي له أهمية كبيرة لكي ينجح الحوار ويحقق أهدافه.

 على الطرفين في المؤسسة الزوجية أن يتجنبا غضب الآخر مع احتواء الطرف الآخر وإضافة الفكاهة بطريقة معينة الى المواضيع لكي لا يصيب الملل الحوارات الزوجية لان الحوارات التي تنتهي بنزاع أو جدال لا تؤدي إلا لآثار سلبية تتبع نتائجها الأطفال الذين لا ذنب لهم في شيء.


كما أن تجنب النقاش ليس حلاً للمشكلة وإنما بذل الجهد وتجربة مختلف السبل لإنجاح الحوار والوصول الى حلول للمشاكل في البيت الزوجي هو الحل الجذري للمشكلة فكل ما نراه من النزاعات القبلية والمشاكل الأسرية المتراكمة في المحاكم كلها لنقص الحوار الناجح المبني على عناصر فعالة لإنجاحه خالٍ من المنطق دون احترام وتقدير للطرف الآخر ، لذا يجب أن يتم الحرص على توافر عناصر الحوار البناء والناجح من الزمان والأسلوب والموضوع المختار للتناقش خلاله من الطرف الآخر في العلاقة هو من أهم أسس نجاح هذا النقاش أو الحوار.

 


___________________________________________

المصدر: إذاعة الكفيل- برنامج سحابة صيف-الحلقة التاسعة- الدورة البرامجية 61.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا