ماذا تريدين من
ابنك؟
" أريده طبيباً، أريده
مهندساً، أريده تاجراً مرموقاً..."
هذه هي بعض الإجابات التي نسمعها
حينما نطرح هذا السؤال: ماذا تريد من ابنك؟
رغم أن هذه الجزئية بالذات من أشد
خصوصيات الابن والتي قد يختارها بنفسه وبدون تأثير من أحد ويكون
دورك فقط دوراً توجيهياً ، لكننا وللأسف نريد أبناءنا أن يكونوا كما
نحب لا كما يحبون.
لا تختر لابنك مساره في الحياة بل
أنر له طريقه ووفر له مجموعة واسعة من المقترحات واتركه يختار،
المقصود هو أن نحدد الغاية الكبرى للابن وليس الوسيلة التي يتخذها
للوصول لهذه الغاية وأعظم غاية يعمل لها المسلم هي إخراج الولد
الصالح الذي يعيش لدينه ويكون داعياً للحق مرشداً للخير.
ينبغي أن تترسخ هذه العقيدة لدى كل
أب طموح، نعم، أسعد حينما يكون ولدي وجيها في الدنيا بشرط أن تكون
هذه الوجاهة سبيلا لدلالة الناس على الله، ينبغي أن تترسخ في قرارة
هذه الوجاهة سبيلاً لدلالة الناس على الله تعالى.
ينبغي أن تترسخ في قرارة المسلم أن
العامل البسيط أحب إلى الله إن كان مؤمنا من رجل لا يوقر الله ولا
ييم له حد وإن كان هذا الرجل بارز في عمله
واختصاصه، نحن نريد
الطبيب الماهر الذي لا يدانيه في عبقريته أحد بشرط أن يكون مؤمناً
بالله.
نريد الفلكي وأستاذ الذرة الذي ينصر
بعلمه الإسلام ويسخر ذكاءه وحرفيته وحسن بيانه وغزارة معلوماته في
خدمة هذا الدين، لكن
كثيرا من الآباء تراهم يعلقون بالمظهر لا الجوهر ،يعيش أحدهم وغاية
أمله أن يصبح ابنه طبيبا كي يقال فلان أبو الطبيب أو ليفخر بنجاحه
في تربية ولده ولا بأس بهذا كله شريطة أن يكون هناك ما هو أسمى من
حرف الدال الذي يسبق اسم ولدك، نعم ينبغي أن يكون ولدك صاحب رسالة
عارفاً بالله يتحرق لخدمة دينه يساعدك في تأصيل هذه الصفة رغبة
الطفل الملحة للجذر والانتماء، فطفلك يحتاج أن يشعر
بهوية.
سأربي طفلي
على المحبة
الأطفال الصغار مثل الإسفنج، فهم
يمتصون كل ما يسمعون ويرون أمامهم، ويقومون بالتعبير بنفس الطريقة
في وقت لاحق. سأعلم طفلي كيفية التعبير عن الطريقة التي يشعر
بها لأنه أمر ضروري لتطوير مهاراته العاطفية وكذلك توازنه
العاطفي.
وما هو أكثر جمالاً من أن أعلم طفلي
الصغير كيفية الفهم والشعور والتعبير عن الحب؟ فالحب هو سمة شخصية
رائعة يهدف كل من الوالدين إلى إرسائها في بناء شخصية
طفلهم.
سأبين لطفلي كيف يجعل شخص آخر يشعر
بالسعادة وكيف يمكنه أيضا أن يجعلهم سعداء.
سأشرح له كيف يشعر بالفرح عندما
يشاركه شخص ما لعبته المفضلة، وأنهم ينبغي أن يفعل الشيء نفسه مع
الآخرين.
سأتناوب مع طفلي في تبادل الأمور
التي تجعل كل واحد منا يشعر بأنه محبوباً، مثل المعانقة، أو مساعدة
الآخرين في أمر ما أو حتى الاستمتاع بوقت اللعب.
وسأكون أنا القدوة في الحب في حياة
طفلي.
وأنت على ماذا سوف تربين
طفلك؟
إشارة
خضراء: كن صياداً
ماهراً يصطاد الإيجابيات ويفتخر ويكافئ عليها.
إشارة
حمراء:عندما تصطاد
أمراً سلبياً لا تلتفت إليه، حذار من اصطياد السلبيات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
برنامج قبل أن تربي-الحلقة الخامسة- الدورة البرامجية
69.