مهلك الشبهات
2024/04/29
351

مما ورد في دعاء الندبة ((أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاْهْواءِ، أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالاْفْتِراءِ))..
هنا يتساءل الداعي في هذه الفقرة عن مكان ومحل رجل الإمام عج بروح ملهوفة يلازمها شوق وحنين لتقصده وتبث له شكواها عن عالم الظلم والتجبر الذي ملأ الأرض وأصبح يتحكم بمقدراتها ويمنع فيض السماء من القيام بدوره.

حيث يتوجه الداعي الى صاحب الزمان (عجل الله فرجه) ويدعوه بأنْ يخلّص البشرية وينجيها من الجور السائد عليها ويطلب منه بما يملك من مؤهلات ومقدرات أنْ يمحي بقايا ما رسمه الزائغون عن الحق ويخرب آثار المائلين إلى الباطل، فيعمد إلى طمس ودفن تلك البقايا من أعلام الفئة التي اتبعت الشيطان واستهواها إبليس اللعين فذهب بها الى الباطل والاعتقاد المنحرف والأهواء الفارغة إلى الزيغ عن الصراط، والوقوع في حيرة التغريب والإفساد في هذه الأرض، بعد أنْ تململوا وحاروا فابتعدوا عن الهدى، فصارت حيرتهم سبيلًا للشيطان لأنْ يصيّدهم بحبائله ويوقعهم بمخالفة الاستقامة، والجنوح إلى الكذب والتضليل والافتراء فانمحت من قلوبهم أنوار الانقياد للهدى، فصاروا باتباعهم آثار وأعلام أهل الخلاف والانحراف، سنّة يسير عليها اللاحقون ممن فرغت قلوبهم من حب الله تعالى و صاروا أئمة ضلال يُقتدى بهم.

يتبعون أهواءهم لأنهم لا عقل لهم، وبتراكم الزمن أصبحوا أعلامًا تقود كل متمايل ومرتجف إلى ضلالهم. فيأتي الداعي و يدعو من صاحب الزمان (عجل الله فرجه) أن يعّدل الاعوجاج وذلك بأن يطمس تلك الآثار التي أصبحت أعلامًا يتبعها أهل الزيغ والأهواء، وألّا تأخذه بهم رحمة ورأفة ولين، لأنّ ما هم عليه لا ينفع معه إلا القطع والاستئصال بعد أنْ صار سلوكهم فضلًا عن فكرهم وعقيدتهم هو تعمد الكذب وصناعة الافتراء لمن علق بهم من الأذناب، لأجل إبعاد اتباعهم عن الهداية، وتسويل النفوس لمن ضعفت همته وقعدت به عقيدته لاتباعهم.

 تحدثت الروايات الشريفة عن هذا المقطع من الدعاء المبارك، فعن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) في تفسير قوله تعالى: ((وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ َجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ)) قالا:
(إنّ هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقًا وغربًا فيملأها عدلًا كما ملئت جورًا).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج ندبة المجد الأثيل - الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا