توتري وقلقي ينسياني ما ذاكرته من الدروس..
2021/11/23
397

السلام عليكم.. أنا طالبة أعاني من القلق والتوتر الذي ينسيني ما ذاكراته وحفظته، فقد تعرضت لكثير من المواقف المحرجة التي جعلتني أخاف من المشاركة في الدروس كباقي زميلاتي وبالتالي أخاف الفشل في دراستي.. كيف أعالج ذلك؟ جزيتم خيراً.

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله حياك الله في مركز الكفيل للإرشاد الأسري ابنتي العزيزة فيما يخص مشكلة القلق والمخاوف التي تطرأ على النفس من أبسط الأشياء فضلاً عن أعقدها والتي هي سبب من أسباب النسيان وعدم الحفظ والتركيز.. هي مشكلة ليست بالهينة واذا لم يحاول الانسان معالجتها والتخلص منها فسوف تفتك به وتؤثر على صحته الجسمية والنفسية.. لذا لابد أولاً من معرفة الاسباب التي تنشأ منها هذه المخاوف والاضطرابات كي تتمكني من معالجتها تدريجيا.. وذلك من خلال:

-أن تستقطعي في كل يوم جزءاً من وقتك للجلوس في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء وتحاولي الاسترخاء  قدر الإمكان ولو بممارسة تمارين الاسترخاء - ابحثي عنها في محرك الكوكل- وبعد أن تشعري بالراحة اجلبي ورقة وقلم ودوني فيها مخاوفك وآلامك بنقاط.. مثلا:
(أنا أخاف من الامتحان- أنا أخاف من الأماكن العالية- أنا أخاف من الظلام، أو يزعجني إهمال أهلي، يزعجني التهميش، يزعجني التحكم وغيرها.. ) .. الى غير ذلك، وبعد أن تكتبي كل تلك المخاوف والانزعاجات  اكتبي أمامها أسبابها مثلا (اخاف من الامتحان لأني لم أنجح في السنة الماضية- وأخاف من المكان العالي لأني سمعت بأحدهم سقط منه) .. وهكذا استعرضي كل الاسباب التي تتوقعين أنها منشأ مخاوفك وانزعاجك كي تتمكني من معالجتها وبعد ذلك ابدئي بمعالجتها من خلال هذه النقاط:

١-عملية فرض الأسوأ:

وذلك ان تسألين نفسك: لماذا أخاف من ذلك؟ ما هو اسوأ ما أخشاه؟ مثلاً، وعندها أسألي ثانية هل هذا نهاية العالم؟ هل سوف أخسر حياتي؟ أكيدا لا، بل هناك أبواب أخرى يمكنني ولوجها لتحقيق فرص النجاح في الحياة وبذلك اكون قد تخلصت من هذا الهاجس من خلال تلقين الدماغ هذه الافكار الايجابية وكتابة وتكرار هذه العبارات (أنا استطيع النجاح،  لا يوجد مشكلة ليس لها حل..) وهكذا الى باقي الامثلة التي ذكرتها من خلال التلقين والتكرار والتحفيز بعبارات ايجابية وفرض ما هو أسوأ سوف أنهي تلك المخاوف.

٢-اعرّض نفسي لتلك المخاوف: 

قول المولى أمير المؤمنين (اذا هِبتَ أمراً فقع فيه فإن شدة توّقيه أعظم مما تخاف منه) ومن هذا يتضح أن الأمور التي تخشينها حاولي مواقعتها كي تتخلصي من ذلك الوهم الذي تعيشينه فإن وقع الوهم عليك أشد من نفس الأمر الذي تخشينه، فمثلاً إن كنت تخشين الصعود الى المصعد الكهربائي، اضغطي على نفسك واصعديه وإن كنت تخشين الظلام تجرئي وابقي فيه لمدة ستجدين أن مخاوفك ليست بمحلها وبالتالي ستتلاشى تدريجيا.

٣-كوني واقعية ولا تتوقعي الكمال:

كثيراً ما نقع في (فخ المثالية) كما يسمى؛ لأننا نريد بطبيعتنا أن نحصل على أعلى درجة في الامتحان وأفضل زوج في العالم وأجمل شكل من بين الفتيات ووو.. واذا ما حصلنا على أقل من ذلك فسوف نصاب بإحباط وخيبة أمل، والمشكلة اننا توقعنا أمورا مبالغ فيها لا تتناسب مع إمكاناتنا وظروفنا المحيطة، وهذا لا يعني أن الانسان لا يكون طموحاً أو ساعياً للتكامل وانما لابد أن يكون سقف الطموحات يتناسب مع الامكانات، فلا بأس أن أحصل على درجة (٦٠ أو ٧٠) بشرط عدم التقصير و..و..وغير ذلك مما يناسب إمكاناتي.

٤-تحدثي عن مخاوفك الى شخص تثقين به وتعتقدين بحكمته ورجاحة عقله:  كي يسدي إليك النصح الذي تحتاجينه ويرشدك الى ما فيه الخير والصواب.
كذلك اوصيك ابنتي العزيزة بترك الكسل والفتور والعجز والضجر ومواصلة دربك بكل تفان وثقة وعزم وارادة، فعن الإمامُ الباقرُ (عليه السلام): "إيّاكَ والكَسَلَ والضَّجَرَ؛ فإنّهُما مِفتاحُ كُلِّ شَرٍّ، مَن كَسِلَ لم يُؤَدِّ حَقّاً، ومَن ضَجِرَ لم يَصبِرْ على‏ حَقٍّ ".

ومن هنا يحذرنا الامام(ع) من الكسل والفتور باعتبار أنه يمنع الإنسان من المبادرة الى الطاعة ومن الضجر والتذمر باعتبار أنه وإن باشر الانسان بطاعة معينة إلا أنه لا يتمها على وجهها ويمتنع عن إكمالها وهذا ما نجده في الكثير. 

وعلاج ذلك يكون:

١-أن تفكري في الخسائر الكبيرة والفرص المهمة التي تفوّتيها على نفسك نتيجة الكسل.

٢-ان لا تتواني في انجاز عمل ما، فعن أمير المؤمنين (ضّادوا التواني بالعزم)، فلابد من العزم والتصميم والارادة على البدء بالعمل وإتمامه للنهاية كي تظفري بثقتك بنفسك وتنعمي بثمار العمل.

٣-تنظيم الوقت وهو أن تخصصي وقتاً لكل عمل تنوين القيام به بحيث تلزمين نفسك على اتمامه ضمن المدة المعينة.

٤-معاشرة الاشخاص النشطين والمتفائلين والناجحين والاستفادة من تجاربهم والتأثر بسلوكياتهم.

٥-نبذ التفكير في الماضي ومعايشته إلا لاستخلاص العبرة وتجنب تكرار الأخطاء السابقة.

فإن التزمت بهذه التوصيات فسوف تجدين تغييراً ملحوظاً في نفسك وبالتالي تعاودي رغبتك في الدراسة وتستوعبي المعلومات بشكل أوضح.



الباحثة المختصة
حوراء الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا