كيف نتعامل مع أسئلة الأطفال العقائدية؟
2021/09/06
211

السلام عليكم ورحمة الله، عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى إستشهاد المولى أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، لو سمحتم هل هنالك منهج مُعيّن يمكن إتباعه مع الطفل لتعريفه بالله وبالدين الإسلامي وبقية التفرعات التي تندرج تحتها، مع الأخذ بعين الإعتبار العمر الحرج ما دون الخمس سنوات وصعوبة توضيح هذه الأمور وجزيتم خيرًا.

الإجابة:-

عليكم السلام ورحمة الله حياك الله في مركز الكفيل الأسري أختي العزيزة فيما يتعلق بمسألة أسئلة الأطفال العقائدية فأعلمي أن التعلم غريزة، والسؤال عن الإله فطرة، فلا بد أن يكون الآباء الملجأ الآمن لصغارهم حتى يتعلموا ويدركوا ويتطوروا، وليوفر لهم ذلك حماية فكرية من الضلال والأفكار الهدامة. فإذا لم يُجب الآباء الآن تحت أي حجج كانت، سيفقد الطفل مصدراً مهماً للثقة والمعرفة وهو الأهل، وعندما يكبر سيلجأ إلى مصادر شتى بعضها سمين وكثير منها غثٌّ ليستقي المعرفة التي يتوق لها بعيداً عن الأهل، وحينها لا نعلم أين سيصل به الحال أو ما هي الاعتقادات التي سيتبنَّاها إذا لم يؤسس الأهل لهذه الاعتقادات منذ الطفولة عبر الإجابات المقنعة عن أسئلة الطفل.

هناك استراتيجية لا بد من أن نأخذها بعين الإعتبار ونحن نجيب عن أسئلة الطفل، وهي:

1- الصدق، فلا تعطيه معلومات خاطئة أبداً، حتى وإن كنتِ لا تعرفين.. قولي له بوضوح أنك تجهلين الجواب، ولكنك ستقرأين عنه وتجيبيه لاحقاً.

2- المناقشة، وذلك بتبسيط الأمر وضرب الأمثلة وتوجيه أسئلة أخرى للطفل حول موضوع السؤال.

3- سؤاله عن رأيه الشخصي في الموضوع الذي يستفسر عنه. زوديه ببعض المعلومات وحاولي أن تقوديه لتفكير منظم. مثلا انظر الى هذه البذرة كيف تنمو وتصبح زرعا يانعا والطفل كيف يكبر ويصير رجلا ناضجا، فمن خلقه ومن انشأه ومن اهتم بنموه ورعايته 

4- دفعه للبحث والتعلم بنفسه، عبر القراءة والاستكشاف وإجراء بعض التجارب البسيطة.

فإذا سأل الطفل مثلاً " أين هو الله؟ لماذا لا أراه؟"، نستطيع أن نقول له: دعنا أولاً نتفق على شيء، هل الله موجود؟ نأخذ رأي الطفل ونناقشه في رأيه، وبغض النظر عن جوابه، نبدأ باستحضار الأدلة التي تثبت وجود الله وتؤكد على عظيم صنعه. فنقول له مثلاً: هل ترى البحر الكبير جداً، هل يستطيع أن يتواجد من تلقاء ذاته؟ هل يمكن لبشر أن يصنع مثل هذا البحر دون أن يهيج فيُغرق من يسكن بالقرب منه؟ كيف نجد مخلوقات تعيش داخله فلا تغرق وأخرى إن عاشت داخله غرقت وماتت؟ من الذي خلق لكل صنف من تلك المخلوقات ما يهيئها للعيش في المكان الذي تعيش فيه؟ من الذي هيأ الطيور كي تطير؟ هل رأيت سرب الطيور كيف تحلق وتدور في السماء معاً وقريبة جداً من بعضها دون أن تتصادم؟ هل يستطيع بشر أن يخلق شيء بمثل هذه الدِّقة؟
من الضروري أختي العزيزة ان لاتقمعي اسئلة طفلك وتجيبي عليها بكل وضوح وشفافية كي يصل الى قناعة تامة ولايحتاج الى سؤال غيرك فتتسرب اليه معلومات خاطئة.

 

الباحثة حوراء الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا