السلام عليكم..

ابني عمره خمس سنوات وكثير البكاء ولا أعرف سبب بكاءه، ما هو الحل برأيكم؟

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله حياك الله في مركز الكفيل للارشاد الاسري أختي العزيزة، إن مسألة بكاء الأطفال بعد إكمال عمر السنتين تعد مشكلة سلوكية يجب تقويمها ووضعها في مسارها الصحيح؛ فالطفل بعد السنتين هو قادر على التعبير عن رغباته بطرق أخرى غير البكاء.. إلا إنه يلجأ إليه لسببين:

١-الابتزاز والضغط على الاهل لتلبية متطلباته وتحقيق رغباته؛ لأنه كان قد جرب هذا الأمر ونجح معه في كثير من الأحيان.. فعندما يتذمر الوالدان من كثرة بكاء الطفل يلجآن إلى اسكاته بتحقيق رغباته وهذا أمر غير صحيح.

أما السبب الثاني وهو ضعف شخصية الطفل عن مواجهة الصعاب من حوله فيلجأ للبكاء لطلب النجدة والاستغاثة.. كأن يحاول فتح الباب أو تناول طعامه أو لبس ملابسه بمفرده او حمل اشياء ثقيلة عليه فلما يعجز يلجأ الى البكاء.. وهذا ايضا غير صحيح.

فما عليك أخيتي:

١-عدم الرضوخ والتنازل عن قرارك لمجرد بكائه، بل تحملي إزعاجه قليلاً وتمسكي برأيك كي لا يترسخ في ذهنه إن البكاء وسيلة لتحقيق المطالب.

٢-دعيه بمفرده يبكي وتجاهليه وقولي له ريثما تهدأ تعال اليّ كي نتفاوض في هذا الأمر، وراقبيه عن بعد كي لا يحاول ان يؤذي نفسه. 

٣-اذا رأيته هدأ قليلا عانقيه وقبّليه واشرحي له بطريقة تناسب تفكيره كيف يكون الطلب.. بطريقة مهذبة بعيدا عن البكاء. 

٤-لا تجبريه على فعل شيء في حالة غضبه بل انتظريه يهدأ وتكلمي معه بود. 

٥-وفري له البديل الذي ترينه مناسبا لسنه، فمثلا إن حددتِ له فترة ساعتين لمشاهدة التلفاز أو اللعب بالنقال، لكنه يريد أن يتمادى ويماطل، هنا كوني حازمة إن لابد من الالتزام بالاتفاق الذي اتفقتما عليه وهي الساعتان لااكثر، وبالوقت نفسه وفري البديل عن ذلك كأن ترشديه للرسم او التلوين او ممارسة نشاط آخر كي ينشغل عن مقصده. 

٦-لا تتصوري ان الطفل في هذا العمر لا يفهم طريقتك في التعامل، بل هو عجينة تستطيعين تشكيلها كيفما أردتِ بشرط اتباع التعليمات السديدة للقولبة السليمة.. اضافة الى ترك مساحة له للاختيار بنفسه وتحفيز عنصر المخيلة والابداع عنده من خلال طرح الاسئلة التحفيزية التي تعزز الروح الابداعية والابداع الذهني. 
دمتِ موفقة إن شاء الله وحفظه الله لك وأقرّ به عينيك.

الباحثة حوراء الاسدي