دور العيال في رزق الإنسان
2021/04/16
596

 إنّ العقيدة الإسلامية قائمة على كون مسألة الرزق هي بيد الله (جلّ وعلا) خالق العباد ورازقهم، وأنّ دور العبد هو السعي في طلبه وتحصيله بالطرائق والوسائل المشروعة، كما أنّ الله تعالى يتكفّل - بلطفه ورحمته - برزق الأب والأمّ والأبناء، فهو رازقهم جميعاً.
وقد ورد في بعض الروايات أنّ اتخاذ الزوجة يسبّب زيادة في رزق الإنسان، كما أنّ الأبناء والعيال هم من أسباب رزق الإنسان ونزول البركات الإلهية. قال رسول الله (ص): (اتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم)(1).

ظاهر الرواية هو ازدياد رزقه هو، وهذا لا يبعد أنّه موجود في الأغلب من الناس، حيث يزداد معدّل دخله بعد زواجه بحيث يناله شخصياً من الدخل أكثر ممّا كان سابقاً.

إلاَّ أنّ الأهمّ هو أن نلتفت أنّ الرزق قسمان: مادي، ومعنوي. ولئن كان المادي منبسطاً عليه وعلى أسرته، فإنّ الرزق المعنوي خاصّ به، من حيث إنّه تنفتح أمام الزوج فرص عديدة للطاعات، من حيث تربية أولاده على الطريق الحقّ، وصونهم من الانزلاق والانحراف، وصون زوجته وتربيتها أيضا بمقدار الإمكان. كما أنّ التوسعة على العيال أكثر من النفقة الواجبة شكل من الصدقة عليها ثوابها لا محالة.

وإذا واجه في عائلته صعوبة وبلاءً، كان الحال فيه كسائر أنواع البلاء في الدنيا، يراد به تربية المبتلى وتذكيره باللَّه سبحانه، طبقاً لآيات عديدة منها قوله تعالى: (وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشِّرِ الصابِرِينَ * الذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّه وَإنَّا إِلَيه راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ).

وعلى أي حال، فسيكون البلاء من جانبه ونفعاً له؛ بصفته مؤمناً صابراً، بدلاً من أن يكون وبالاً عليه، وسبباً لانحرافه واعتراضه، والنتيجة من كلّ ذلك، هي أنّ العائلة على أي حال تكون سبباً للرزق المعنوي، وازدياد أسباب الطاعات وأعمال الخير وتحصيل الثواب، وهذا المعنى خاص بالزوج وغير شامل لغيره، فإن كان لغيره ثواب أيضاً فهو يستحقّه بحياله، وبالأسباب الأخرى التي تتوفر له).


 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صحيفة صدى الروضتين(صحيفة شهرية تصدر عن شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة)-العدد251- الشيخ عبد الجليل المكراني.
(1)الكافي: 5/ 329



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا