أشد أنواع قطيعة الرحم عقوق الوالدين الذين أوصى الله عزّ وجلّ ببرِّهم والإحسان إليهم، قال عزّ مِن قائل في كتابه الكريم: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾ (الإسراء: 23).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «أَدْنَى العُقُوقِ أُفٍّ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ أَيْسَرَ مِنْهُ لَنَهَى عَنْهُ» (الكافي، الشيخ الكليني: ج٢/ص ٤٨).
وقال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): «إِنَّ أَبِي نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ وَمَعَهُ اِبْنُهُ يَمْشِي وَالاِبْنُ مُتَّكِئٌ عَلَى ذِرَاعِ الأَبِ قَالَ فَمَا كَلَّمَهُ أَبِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَقْتاً لَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا» (الكافي، الشيخ الكليني: ج٢/ص٣٤٩).
وقال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «مَنْ نَظَرَ إِلَى أَبَوَيْهِ نَظَرَ مَاقِتٍ وَهُمَا ظَالِمَانِ لَهُ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ صَلاَةً» (المصدر السابق)، وغير هذه الأحاديث كثير.
وفي مقابل ذلك: (برُ الوالدين)؛ فهو من أفضل القربات لله تعالى، قال عزّ مِن قائل في كتابه الكريم: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ (الإسراء: 24).
وروى إبراهيم بن شعيب قال: (قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ أَبِي قَدْ كَبِرَ جِدّاً وَضَعُفَ فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ الحَاجَةَ. فَقَالَ: «إِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِيَ ذَلِكَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَلَقِّمْهُ بِيَدِكَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ غَداً») (الكافي، الشيخ الكليني: ج٢/ص١٦٢).
وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ أَبَاكَ» (الكافي، الشيخ الكليني: ج٢/ص١٥٩).
__________________________________________
توافق الأحكام الشرعية مع الفطرة والعقل
منع التعرُّض لحرم الحسين (عليه السلام)