كيفية التعامل مع الزوج العصبي
2019/09/21
549
أختي الكريمة.. لا بد أنك
تساءلت: من هو الشخص العصبي؟
الشخص العصبي هو من لا يستطيع السيطرة
على انفعالاته فيظهرها بسرعة دون تفكير أو تقدير، لذا نجد الرسول (ص
وآله ) يقول: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند
الغضب)) ، فالقوة هي في أن يمسك الشخص نفسه عند الغضب، ومن لا يستطيع
إمساك نفسه عند الغضب يفتقد القوة المعنوية فهو شخص ضعيف جدًا مسلوب
الإرادة وعلى الزوجة الكريمة أن تراعي ذلك في تعاملها
معه.
فالشخص العصبي لا
يتعمد إيذاء مشاعر الآخرين بل يقوم بذلك دون تفكير منه، وينسى ما
يفعله بسرعة! لذا لا تعتقدي أن زوجك يتذكر كل ما سببه لك حين صرخ عليك
في الصباح! فهو بعد ساعات سينسى ما فعله ويتحدث معك بشكل ودود وكأنه
لم يفعل شيئًا! لا تعتقدي أنه تعمد أن يؤذي مشاعرك.. كلا!! فهو يجرحك
دون أن يشعر
فالزوج
العصبي يعتبر إنسان فاقد للثقة في نفسه.. وفاقد للحب والحنان...
ويعتقد أن كل الناس تريد إهانته.. لذا فهو يحتاج جدًا للحب والاهتمام
والاحترام والتقدير والثناء.. كلما أعطيتيه ايتها الزوجة الكريمة من
هذه الأشياء في حياتك اليومية.. كلما أصبح أقل عرضة للنوبات
العصبية...
والان سنعطي بعض النصائح المهمة
والبسيطة في ذات الوقت والتي تعينك أيتها الزوجة في كيفية التعامل مع
زوجك اثناء غضبه؟؟؟
يجب أن تعرفي نفسية
زوجك جيداً وتراعيها إذ لا تتحدثي معه في وقت يكون فيه مستفزاً أو
غاضباً أو متعباً أو حزيناً و يجب أن تلاحظي تعابير وجهه وافهميها
جيداً، إذا شعرت أن ملامحه فيها غضب أو شدة، أو أنه يتنفس بسرعة، أو
ينظر بشدة، أو يتلفت بقوة.. اعرفي أنه على وشك الانفجار في لحظة غضب،
تجنبي الاحتكاك معه أو إثارة غضبه.
فضلاً عن ذلك
أخيتي الكريمة في حوارك معه.. كوني لبقة واحترميه، لا تستفزيه
بالإصرار على رأي ما، أو معارضته بحدة، أو الاستهزاء به أو بكلامه..
بل اطرحي رأيك بلباقة واسأليه عن رأيه باحترام لأن الإنسان العصبي في
حاجة للتقدير والاحترام وإذا أعطيته التقدير اللازم لن يثور عليك بإذن
الله.
بعد أن
أخذنا هذه الاستراحة القصيرة نكمل بعض النصائح البسيطة في كيفية
التعامل مع الزوج العصبي ايتها الزوجة الكريمة في اللحظة التي يغضب
فيها الزوج الكريم بشدة ويبدأ بالصراخ كوني ايتها الزوجة الكريمة
هادئة ومتماسكة وقوية.. انتبهي فالتوتر، وكثرة الكلام والحركة،
والبكاء، والضعف، والخوف.. كل هذه الأمور ستزيد من حدة غضبه وعصبيته.
لا تقفي بخنوع وخوف وذل بل قفي أو اجلسي بثبات منتصبة القامة ولكن
باحترام.ولا تنظري له بحدة، ولا تجعلي نظراتك تبدو بلا معنى وكأنك لا
تهتمين به وبكلامه بل انظري إليه باهتمام و استمعي له جيدًا وأكدي له
أنك تسمعينه، فأشد ما يمكن أن يثير غضبه أن يشعر أنك لا تسمعينه ولا
تعرفين ماذا يقول وأشعريه أنك تتابعين كلامه وتفهمينه وأنك تقدرين
شعوره ولا تتجاهلينه
واياك أن تقولي له في
حالة غضبه وانفعاله لماذا انت غاضب؟ أو هذا لا يستحق الغضب أو «هدّء
أعصابك لا داعي لكل هذا!» هذه العبارات تشعره أنك لا تقدرين موقفه ولا
تفهمين.. لذا فسيغضب أكثر! بل بادليه بعبارات اخرى كأن تقولين له
فعلاً هذا الأمر يثير الغضب.. معك حق.. لكن بإذن الله لن يتكرر»..
واعلمي ايتها الزوجة الفاضلة انك بهذا الكلام ستجعليه يهدأ لأنه سيشعر
أنك تقدرين شعوره.
وبعد أن تنتهي حالة الغضب اشعري زوجك
بأنك متألمة ومتأثرة وحزينة بصمت، لكن دون أن تعاقبيه أو تشعريه
بالبغض، بل حاولي أن تظهر عليك إمارات الحزن والألم فبعض الزوجات
يتعرضن لنوبات الصراخ والغضب من أزواجهن ويتألمن بشدة، لكنهن يعدن
للتعامل مع أزواجهن بشكل عادي!! فلا يشعر الزوج بأنها تألمت أو
تأثرت!
وبعض الزوجات يقمن بعقاب الزوج بعدم
التحدث معه أو مقاطعته مما يدفع بالزوج للعناد وافتعال المشاكل معها
أكثر!! وهذا خطأ كبير بل عامليه بشكل جيد بل رائع، وأشعريه بأنك حزينة
ومنكسرة فهذا هذا سيجعله يشعر بالندم وإذا استطعت أن تتحاوري معه
بهدوء فيما بعد، فتحدثي معه عن هذا الموضوع وعن أثره على حياتكماو
أشعريه بأنك تحبينه وأنك تودين لو تكون حياتكما أسعد، لكن هذا الغضب
يؤثر عليكماولا تنسي ايتها الزوجة ان تساعدي زوجك في علاج نفسه،
فأرشديه لطرق التحكم بالغضب التي أرشدنا لها الرسول (ص واله) مثل
الوضوء وصلاة ركعتين والجلوس أو الاستلقاء وذكر الله
تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج عش السلام- الحلقة
السابعة- د31.
