ابن أخي متعلق جداً بنا..
2021/02/23
419

السلام عليكم ..لدي مشكلة وهي أن أخي استقل في بيت خاص مع أطفاله وزوجته منذ أشهر ولكن ابنه الأكبر والذي بعمر خمس سنوات متعلق جداً بي وبجدته، وحين يأتي مع والديه لن يرضَ أن يعود لبيته ولو حاولنا بشتى الطرق.. يقول: لا اريد بيتنا الجديد لا أحبه..أريد البقاء هنا معكم، وحين يتركه والده معنا ثم يأتي بعد أيام ليقنعه لن يرضَ فهو ذكي جداً ويعرف حيل والده معه.. يستاء جداً ويكتئب وينزوي في غرفة معينة حين يسمع صوت والده قد أتى ..ويرفض حتى أن يكلم أمه في الهاتف .. كأنه قد مل من موضوع اقناعه بالذهاب لبيته.. يؤلمنا كثيراً وضعه فنحن متعلقون به وهو كذلك ولن نرضَ ببكائه حين يحمله والده رغماً عنه ليأخذه.. يبكي كثيراً حين يذهب لبيته ويقاطع أهله ويمتنع عن اخذ أي شيء منهم حتى وإن كان يحبه جداً..ووالده يقول أنه سيعتاد الابتعاد عنا لابد من تعويده على بيتنا الجديد، علما أن والده يخرجه للحديقة العامة أو مدينة الالعاب ويشتري له شتى الألعاب.. جدته تتألم عند ذهابه أو خوفه من مجيء أبيه.. ولديها سكري واحيانا تسوء حالتها..وابوه يراعي هذا الامر ويبقيه اياما ولكن الى متى فهو يريد أن يبقى الى الابد ولن يهتم لغيابه عن أمه ولن يشتاق لها أبداً.. ما الحل كيف نعالج هذه المشكلة برأيكم؟

الإجابة: 

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله في مركز الكفيل الأسري.. أختي العزيزة: إن مسألة تعلق الطفل بـ(بيت جده وجدته) مسألة طبيعية لأنه يجد عندهم من الدلال ما لا يجده عند غيرهم وغالباً ما يلبي الجدان طلبات الحفيد وإن كانت في غير مصلحته حباً به وشفقة عليه، وبطبيعة الانسان خصوصاً الاطفال يميلون الى من يلبي طلباتهم ويسبغ عليهم العاطفة ويبتعد عمن يصدر الأوامر والنواهي ولا يلبي طلباته في بعض الأحيان، لذا عليك أن تفهمي والدته أن تتفهم الأمر وتحتوي الطفل وتراعي مشاعره وتوفر له البيئة التي يرغب بها لكن ضمن حدود لا مطلقاً كما يريد الطفل، كذلك توضح له أن بيت الجد مكان نذهب إليه للترفيه وقضاء بعض الوقت وليس من الصحيح المبيت به وقضاء أيام طويلة فيه فإن ذلك خلاف مصلحته وبالتالي ينفر أكثر من البيت ويفضل عدم الرجوع إليه، فلتفهمه أن جدته تحتاج الى الراحة وهي لا تتمكن من العناية به وتوفير متطلباته، وأن أبويه يحتاجان وجوده الى جنبهما ويشعران بالأمان إن كان بقربهما، وليتفق الوالدان قبيل الذهاب الى بيت الجد ويشترطا عليه عدم العناد والالحاح بالبقاء فإن ذلك سيحرمه من أمور كثيرة هو يحبها في البيت، فضلاً عن مراعاة والده له وعدم توبيخه بقسوة واتباع اسلوب اللين والرفق معه،  وكذلك على جدته وعمته أن تفهماه بأن بقاءه عندهم ليس من صالحه وأنه يسبب أذى له ولهم، وإن أفضل مكان للإنسان هو بيته وفراشه وألعابه، الحل يكمن في الطرفين معاً طرف الوالدين باستيعابه واحتوائه وطرف الجدة والعمة بتشجيعه على مرافقة والديه بالعودة الى بيته، وبهذه الحالة نضمن اقناعه، كذلك حبذا لو نقرأ له القصص التي تحبب له البيت وما شابه أو بعض الرسومات الكرتونية أو بعض الالعاب التي تعزز في ذهنه حب البيت وضرورة الانتماء إليه..وإن لم تفلح العمة والجدة في اقناعه هناك خيار آخر وهو أن تذهبا الى بيته برفقته وتبقى فيه كم يوم ريثما يتعود على جو البيت، المشكلة كان من المفترض أن تعالج من البداية، حاولوا معه بطرق متعددة وأهم نقطة هي احتواء والدته له، لعله يستجيب إن شاء الله وفقت لكل خير.

الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا