السلام عليكم.. كيف يمكن للإنسان أن يتخلص من مخاوفه؟ كمخاوفه تجاه بعض الحشرات أو مخاوفه تجاه أشياء معينة، كالظلام وغيرها؟

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله في مركز الكفيل التخصصي الالكتروني للإرشاد الأسري، أختي العزيزة فيما يخص مشكلة الخوف المنتشرة بين عامة الناس وأن تنوعت أسبابها ومصادرها كالخوف كما ذكرتِ من الحيوانات أو من الظلام أو من الأماكن العالية أو من البحر أو من إنسان معين.. أو من خوض تجربة جديدة أو الانتقال الى بيئة جديدة او مواجهة الجمهور وغير ذلك الكثير من المخاوف إلا أنه لابد للإنسان من علاجها ومواجهتها والتغلب عليها بجملة من الأمور.
١- الوعي والمعرفة، فلابد للإنسان أن يصل الى قناعة تامة بأن هذه المخاوف ستدمره وتهلكه اذا بقي حبيسها ما لم يبادر الى معالجتها، وكما يقال (معرفة الداء نصف الدواء).

٢- تحديد المخاوف، فلابد للإنسان أن يحدد مخاوفه من أي جهة تحديداً.. هل من الحشرات مثلما ذكرت أو من الظلام أو من الصوت العالي أو المكان العالي وربما كلهن أو بعضهن، وبعد أن يحدد جهة مخاوفه عليه أن يركز على نفس اللحظة التي يستشعر حالة الخوف فيها من خلال التذكر أو التخيل، فمثلاً إذا كان عنده مشكلة (الرهاب الاجتماعي) وهو الخوف من مواجهة الجمهور فليتصور شعوره اثناء وقوفه على المنصة كيف يكون؟

٣- بعد أن يتصور ذلك عليه ان يقوم بأمرين: يستخدم تقنية تسمى (wtwtch) بمعنى (ما هو أسوأ ما قد يحصل؟) فبعد ان يتخيل نفسه واقفاً أمام الجمهور يسأل نفسه هذا السؤال، لماذا أنا خائف ومتوتر؟ ما هو أسوأ ما قد يحصل؟ سيجيب: سيضحكون عليَّ، أجيبه: وأن حصل ذلك فأنا لم أزل على قيد الحياة.

والأمر الثاني: أن يبدل حالة الخوف تلك الى حالة الامتنان، فيقول: أنا ممتن للفرصة التي ساعدتني أن أقف في قبال الجمهور.

وعلى هذا المثال نقِسْ ما سواه من الأمثلة.. كخوفنا من الحشرات أو من الظلام.. نتساءل ما هو أسوأ ما قد يحصل؟ والجواب ربما هذه الحشرة تقفز علي، سأجيبها وإن حدث ذلك فهي مجرد حشرة !وأكون ممتنة للفرصة التي جعلتني اتغلب على مخاوفي في مواجهة الحشرات وغيرها.

٤- كتابة تلك المخاوف وتدوينها يساعد كثيراً على تحريرها من سجن النفس والتخلص منها، فعندما أكتب انا أخاف الظلام.. حينها سأسأل نفسي لم أخافه؟ هل سيتغير شيء إن كان هناك نور أم ظلام؟ فالأشياء هي هي لم يتغير فيها شيء سوى أن النور كاشف عنها.

٥-قراءة الكتب والقصص التي تشجع على نبذ الخوف والتحلي بالثقة والقوة والإيمان ومواجهة التحديات.

٦-الدعاء والصلاة وتقوية الرابطة الايمانية وتعزيز الثقة بالله تعالى من أهم الحلول الكفيلة بالتخلص من الخوف وقهره.. فكلما زادت الثقة بالله واليقين بقدرته وسلطته وهيمنته كلما ضعف الخوف من غيره وتضاءل في النفوس.. وقد ورد في الحديث الشريف (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء).

عزيزتي.. أكثري من الذكر والصلاة والدعاء وقراءة القرآن وستنعمين بكل خير وطمأنينة وسكينة إن شاء الله.

الباحثة فاطمة الأسدي