قواعد عامة في التربية
2020/11/01
308

عندما تصبح الزوجة أماً لأول مرة ترغب في أن يصبح كل ما هو متعلق بطفلها مثالياً، وتنهال عليها الخبرات السابقة من الأهل والأصدقاء، ويتملَّكها مفهوم خاطئ بضرورة إتباع نصائح الآخرين التي لا نهاية لها، وهناك قواعد ثابتة في التربية ومنها:

1- الالتزام بنظام حازم: 

إنَّ الروتين اليومي يمكن أن يكون مريحاً لك، لا سيما إنَّ فرض النظام يساعد في تنظيم الفوضى التي قد يسببها ضيف جديد على الأسرة هو طفلك الصغير، إلا أنَّ الأم الحكيمة تدرك أنَّ أي نظام يجب أن يتَّسم بالمرونة،؛ لأنَّ النظام الصارم يعطي نتائج عكس المرجوّة لك ولطفلك، والمشكلة الأساسية في الروتين الصارم أنَّه يفترض أنَّ الأطفال كلهم سواء، إلا أنَّ الواقع يؤكد عكس ذلك، وإذا لم يتلاءم طفلك مع النظام الصارم المفروض عليه تشعرين أنَّ الخطأ خطؤك، وهو بالطبع استنتاج غير صحيح، ونصيحتنا لك أنَّه بدلاً من الاعتماد على نظام وضعه غيرك ليقول لك ما يحتاج إليه طفلك، حاولي أن تتفهّمي تلميحات طفلك التي يشعرك من خلالها باحتياجاته الفعلية وسرعان ما ستدركين علامات الجوع والإرهاق عليه، ومن ثم عدِّلي من إيقاع يومك وفقاً لاحتياجاته هو، ولا تشغلي بالك بما تفعله غيرك من الأمهات، والتزمي بما يناسب طفلك وأسرتك.

2- يجب تعقيم كل شيء: 

يجب على الأمهات الاعتناء بالعادات الصحية ولا سيما في الشهور الستة الأولى من حياة المولود، وتكسب النظافة أهمية خاصة إذا كان طفلك يرضع لبناً صناعياً؛ لأنَّ البكتيريا تتكاثر بسرعة في لبن غير مجهَّز بعناية، إلا أنَّ تعقيم كل شيء في منزلك ليس حلاً بل هو نوع من الوسوسة من الممكن أن يعطيك إحساساً خاطئاً بالأمان، والتصرف السليم هنا هو غسل اليدين جيداً، ويؤكد الخبراء على ضرورة غسل يديك ويدي طفلك قبل الأكل وبعده.

3- إجبار الطفل على تناول كل طعامه: 

إنَّ من المثير للأعصاب أن يترك طفلك نصف طعامه دون أن يمسّه، إلّا أنَّ الخبراء يقولون أنَّك لو أصررتِ على أن ينهي طفلك كل طعامه يمكن أن يصاب بالتخمة، بخلاف الكبار، فإنَّ الصغار لديهم علاقة بسيطة تربطهم بالطعام؛ فهم يأكلون عندما يشعرون بالجوع ويمتنعون عندما يشعرون بالشبع والأمتلاء، وإجبارهم على الأكل أكثر من احتياجهم سوف يفسد تلك العلاقة الطبيعية ويدفعهم للنهم، وينصحك خبراء التغذية بتقديم كميات قليلة من الطعام؛ لأنَّ وجبة الطفل أصغر بكثير من وجبة البالغ، تصل إلى ربع الكمية التي يتناولها الكبار؛ لذلك عندما يترك طفلك جزءاً من طعامه تجنَّبي التعليق، واتبعي القاعدة الذهبية التي تقول: «إنَّ الأم تختار نوعية ما يأكله طفلها، والطفل يحدّد الكمية».

4-حضور دورات متخصصة للأطفال: 

نقصد هنا كل الدورات، ومعظم تلك الدروس مفيدة ويمكن أن تصبح طريقة مناسبة حتى تلتقي الأم مع غيرها من الأمهات، إلّا أنَّها ليست الوحيدة ولا المثلى لتعزيز نمو طفلك، وينصحك خبراء التربية بترك طفلك على سجيته؛ لأنَّه لا يجب أن يعتمد عليك في إيجاد كل شيء فينشغل به أو يلعب معه، والتجربة العملية تؤكد أنَّ كثيراً من الاهتمام يجعلكما مرهقين وعصبيين.

5-أهمية القصة والكرتون: 

قد تبدو تلك القاعدة غريبة بعض الشيء إلا أنَّه توجد دراسات تربط بين مشاهدة الأفلام في سن مبكرة ومشكلات السلوك والنمو، ورغم أنَّ أكثرها ينطبق على أطفال يشاهدون أفلام الكرتون لساعات طويلة، لذلك يجب الاعتدال في عدد ساعات تعرض طفلك له، مع مراعاة اختيار أفلام بسيطة تناسب عمر الطفل، وتكون أيضاً قصيرة حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً في المشاهدة، وبذلك تكون مفيدة في مجال تنمية اللغة، وحتى يكون التلفاز تجربة تعليمية إيجابية لطفلك ننصحك بمشاهدته مع الطفل والتحدث معه فيما تشاهدونه سوياً، وعندما ينتهي البرنامج اغلقي التلفاز وقومي بعمل أي شيء آخر.

أيَّتها الأم، لكل طفلٍ نوبات غضب، وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون لا يجب أن تنتهي كل نوبة غضب بالعقاب، فنحن نرتكب حماقة كبيرة بالحديث عن معاقبة الأطفال على كل صغيرة وكبيرة، والطريقة الأكثر فاعلية أن تشرحي لطفلك عندما يبلغ عامين عواقب الاستمرار في السلوك السيء.

أما صغار السن الذين لا يفهمون تبعات الأمور، فعادةً ما تكون نوبات الغضب نتيجة إحباط أكثر من أن تكون نتيجة التحدي المتعمد، وهؤلاء يحتاجون مساعدة الأم لا عقابها حتى يتعلموا وينمّوا مهاراتهم، وينصحك خبراء علم السلوك بتجاهل الأمر بدلاً من معاقبة الطفل سواء بإعطاء ظهرك له وتجاهل نوبة غضبه أو بترك الغرفة له، ويمكنك تشتيت ذهنه عن طريق شغله بشيء آخر.

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج عالم الأمومة-الحلقة السابعة.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا