ما هو شعورك عندما تكونين أمَّاً لأول مرة؟
2020/10/28
424

في الدول النامية عادة تضع الأم مولودها في البيت، ويعطى المولود لأمه في أسرع وقت ممكن لكي تحضنه، وينمو الطفل ويقضي أغلب الوقت بالقرب من أمه في سرير خاص به، وكثيراً ما يقوم العديد من أفراد الأسرة بحمل الطفل خلال السنتين الأوليين من عمره، ويرضع الطفل كلما رغب في ذلك.
هؤلاء الأمهات يرتبطن بطريقة طبيعية بأطفالهنَّ ولا يعرفن أي طريقة أخرى في تربية الطفل، وبدون أن يشعرن تتكون بينهنَّ وبين أطفالهنَّ علاقة قوية، وهذا ما يعود بالنفع على الأم وعلى الطفل مدى الحياة.

أما في الدول المتقدمة فيختلف الأمر تماماً، حيث تفتقد الأم تلك اللحظات الأولى من تجربة التقارب مع طفلها، فالطفل يولد في المستشفى، وبمجرد ولادته يوضع في سرير بعيداً عن أمه، وعادةً ما يقضي أول ساعاته وأيامه مع أطفال آخرين بعيداً عن أمه في الغرفة الخاصة بالأطفال المولودين حديثاً، وتنصح الأم بأن تبدأ في اتباع جدول معين في الرضاعة في أسرع وقت ممكن، وعندما يعود المولود إلى البيت ينام في غرفته منذ اليوم الأول.

وينصح الآباء والأمهات الجدد بعدم حمل الطفل إذا بكى إذا كانوا متأكدين من عدم احتياجه إلى شيء؛ وذلك لكي لا يعتاد الطفل على ذلك، ولسوء الحظ يزداد يوماً بعد يوم عدد الأمهات اللاتي لا يرغبن في إرضاع أطفالهنَّ رضاعة طبيعية، كما أنَّهنَّ لا يجدن التشجيع على ذلك، لقد أثبتت الأبحاث أنَّ الارتباط المبكر بين الأم وطفلها يعطي الدفعة الأولى اللازمة للطفل، وأنَّ افتقاد هذه التجربة يؤثر على الطفل حتى عندما يكبر.

طرق التقارب بينك وبين طفلك

1- بعد الولادة مباشرة يبقى الطفل منتبهاً حوالي ساعة قبل أن يستغرق في نوم عميق خلال هذه المدة -إذا سمحت الظروف-، احملي طفلك على بعد عشرين إلى خمسة وعشرين سنتمتراً، كأنَّك ترضعينه وانظري في عينيه، لأنَّ النظر في عيني طفلك سيجعل إحساس الأمومة يتدفق بداخلك.

2- ارضعي طفلك في أقرب فرصة ممكنة، حتى لو لم يستطع طفلك ذلك لظرفٍ ما، فإنَّ ذلك سيجعل الجسم يفرز هرموناً يزيد من تقلصات الرحم مما يعمل على إعادة الرحم أسرع إلى حجمه الطبيعي، كما يقلل من العوارض التي تصاحب النفاس.

3- ملاطفة جلد طفلك يفيده من الناحية الطبية، ففي البداية يكون نظام تنفس الطفل غير منتظم وهذه الملاطفة ستساعده على التنفس بانتظام أكثر، ويمكن للأب أو أي فرد من أفراد الأسرة أن يحمل الطفل ويداعبه.

4- تحدَّثي إلى طفلك، فالطفل المولود حديثاً يستطيع التعرف على صوتك، فهو قد سمعه كثيراً أثناء وجوده في رحمك، فإنَّ تحدّثك إليه أمر يطمئنه ويعمل على زيادة الرابطة بينكما، هذا الأمر ينطبق أيضاً على الأب، فالطفل يعرف صوت أبيه أيضاً لأنَّه كثيراً ما سمعه وهو في بطن أمه.

سيدتي الكريمة، إفعلي ما بوسعك لتكوني قريبة من طفلك، فنتيجة الولادة القيصرية أو إجراءات جراحية أخرى قد تمر بها الأم، قد لا تستطيع التقرب من طفلها بعد الولادة مباشرة، وفي بعض الحالات الأخرى، قد يولد الطفل وهو يعاني من حالات تعيق بقاءه مع أمه بعد الولادة مباشرة، لكن في كل الأحوال لا يجب أن تفوت هؤلاء فرصة التقارب مع أمهاتهم، وإليك الطرق الآتية لتحقيق التقارب بينك وبين طفلك في حالة وجود ظروف غير اعتيادية:- 
1- إذا كنت تحتاجين لولادة قيصرية، يمكنك أن تطلبي من طبيبة الولادة استخدام مخدر ولكن بنسبة قليلة، فبذلك تستطيعين حمل طفلك، واحتضانه وإرضاعه بعد ولادته مباشرة.

2- إذا كان طفلك يحتاج لرعاية خاصة، يمكن أن تبقي أنت وزوجك على مقربة منه وهو في الحضانة، تحدّثي إلى طفلك وإذا سمح لكي الطبيب بلمسه فافعلي.

3- استجيبي بحساسية لطلبات طفلك بشكل سليم ليس أكثر ولا أقل مما يجب.

4- حاولي أن تفهمي طفلك على أن تضعي في اعتبارك السلوك المناسب للمرحلة التي يمر بها.

5- ربِّي طفلك بأسلوب يتسم بالتوجيه السليم وليس بالسيطرة.

وهكذا تكونين قد تجاوزتي كل العقبات التي قد تواجهك في تحقيق التقارب بينك وبين طفلك.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج عالم الأمومة-الحلقة الأولى- الدورة البرامجية19.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا