السلام عليكم لدي صديقة تعاني من مشكلة مع أمها تقول: أمي تمنعنا من استخدام الجوال ظناً منها أنه مضيعة للوقت في حين تسمح لنا بمشاهدة التلفاز، فهي تمانع حتى وإن كنا نستخدم الهاتف للدراسة فأنا أدرس لغة أخرى وأخطط  لدراسة البرمجة وأعاني من أذى نفسي كبير نتيجة هذا الأمر.. تمنعنا من الدراسة كعقاب وعندما تغضب تقسم أنها لا تعطيني النقال اليوم أبداً وينقضي اليوم دون دراسة.. ما الحل؟

الإجابة: 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله في مركز الكفيل التخصصي الالكتروني للإرشاد الأسري..

ابنتي العزيزة: فيما يخص المشكلة التي ذكرتها، لابد لنا أولاً من ذكر الأسباب ومن ثم نشرع في معالجتها، ومن أسبابها:

١- نوع العلاقة التي تربطك بوالدتك، فإن كانت متوترة أو متشنجة أو هناك تباين في الآراء وجفاف في المشاعر فإن ذلك يخلق هوّة واسعة بين الطرفين، يجعل من فرص إقناعها شبه مستحيلة.

٢-غفلة الوالدة عن فائدة وأهمية الأجهزة الالكترونية والتي توصف بأنها سلاح ذو حدين يمكن استعمالها في الخير وفي الشر معاً.. ولعلّ فكرتها تلك نشأت من سوء استخدام أفراد العائلة كلاً أو بعضاً لها.

٣-عدم مواكبة تطورات العصر ومجاراة الظروف الطارئة التي تعصف بين الحين والآخر، إذ أن الظرف الراهن حتّم ضرورة التواصل من خلال هذه الأجهزة.

إذن.. علاج ذلك يتلخص في:

١- أن تتقربي لوالدتك وتتوددي لها أكثر من السابق من خلال إطاعة أوامرها وتلمس مواطن رضاها والاهتمام بها ورعايتها.

٢- بعد أن تكسبي ودّها وثقتها بيني لها بطريقة مؤدبة وحضارية أهمية الاجهزة ومدى الانتفاع بها لاسيما في فترة الحجر المنزلي التي اقتضت تقليل فرص استقاء المعلومة من غير هذه الأجهزة، وان لم تتمكني من إخبارها بنفسك انتقي أحد من العائلة ممن تثق برأيه وتستمع لقوله كي يخبرها بتلك الفائدة.

٣-إثبتي لها بالفعل لا بالقول وحسب انك حقا تستفيدين منها وانك لا تستخدميها للهو وإضاعة الوقت من خلال المعلومات التي تتعلمينها أو الشهادة التي تحصلين عليها، أو حتى من خلال بعض الطبخات التي تتعلمينها من خلال الانترنت.
٤-تجنبي مواضع سخطها وغضبها وإثارة حفيظتها بحيث لا تضطر لاتخاذ الأساليب القاسية معك، وإن صدر منك خطأ لا سمح الله فبادري بالاعتذار وعاهديها على عدم العودة لذلك.

٥-اضربي لها بعض الامثلة الواقعية مثلاً فتيات ناجحات من داخل العائلة أو من ضمن المعارف استفدن من خدمة الانترنت وأحرزن نجاحات ملحوظة من خلالها.

٦-بالغي في إرضائها والدعاء لها فمهما عملت يبقى ذلك ناشئاً من حرصها وخوفها على سلامتك، لذا فلتحرصي على إرضائها وإقناعها والتودد لها، وفقك الله لذلك ابنتي العزيزة.

الباحثة التربوية فاطمة الأسدي