أنا فتاة عمري 22سنة مشكلتي هي
أنني اتعلق بسرعة بالشخص الذي يصادفني لاسيما بمن لدي تواصل معه
رغم أنني ليس لدي فراغ في الوقت فأنا موظفة حالياً ومن تعلقت به
هو شاب في الجامعة معي لم أره سوى أسبوع واحد في بداية العام
الدراسي ومن ثم حدث أمر الحظر الصحي والدراسة الالكترونية ولم
نلتقي ولكن بقي تواصلنا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، هو يعد
هذه الفترة وهذا التواصل مجرد تعارف ويقول أننا لدينا الكثير من
الوقت حتى نتخرج كما أنه من محافظة اخرى وعلينا كلينا أن ندفع
أقساط الجامعة فليس بإمكانه الارتباط حالياً .. لذا لن أجد فيه ما
يطمئنني لكي ابقى على تواصل معه ولكنني اشعر أنني تعلقت به جداً
لدرجة أنني اترك ما بيدي وأتواصل معه رغم عدم سؤاله عني، دائماً
أنا من أبادر بالسؤال والتواصل.. أصل أحياناً الى درجة تدهور وضعي
الصحي إن لم يتواصل معي، حاولت أن اترك التواصل معه ولجأت الى
قراءة القرآن وبعض الأدعية والأذكار ومتابعة ما ينفعني ولكنني
فجأة أجد نفسي أسرع في القراءة كي اتواصل معه!
ارشدوني ماذا أفعل وكيف أنهي هذا
التعلق؟ جزيتم خيراً.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله حياك
الله في مركز الكفيل للارشاد الاسري..
ابنتي العزيزة :المشكلة التي
طرحتها هي مشكلة التعلق وهذا التعلق إضافة لما فيه من محاذير
شرعية يعد في أحيان كثيرة ظاهرة مرضية، وما ذكرته من أحوالك تجاه
من تعلقت به ينبئ أنه من النوع المرضي بوجه من الوجوه.. فمن
علاماته أنه يهيمن على التفكير ويشغله، ويرى أن سعادته وسروره لا
يكون إلا به، ويرغب دائماً في ذكره والحديث عنه وتتبع أخباره،
ويظهر عليه بعض الاعراض الاكتئابية من حزن وبكاء وانسحاب من
الساحة الاجتماعية وخمول ووهن اذا ما افتقد المتعلق
به..
وينشأ ذلك التعلق من عدة أسباب
اهمها:
الحرمان العاطفي في الأسرة، أو من
التأثر بنماذج ربما تكون أسرية (الأهل والأقرباء) أو
إعلامية(الافلام والمسلسلات) أو نماذج مقروءة (كالقصص
والروايات)
كذلك من أسبابه ضعف الثقة بالنفس
والبحث عمّن يستمد قوته منه كذلك ضعف الصلة بالله واستشعار قربه
ومحبته والاستئناس بذكره وعبادته.. وغيرها من الاسباب ويترتب على
التعلق جملة من الاضرار منها:
- انخفاض مستوى
التعليم.
- فشل الحياة الزوجية سواء
حصل الارتباط مع المتعلق به أم بغيره..
وللعلاج منه لابد أن تفكري مليّا
بعاقبة الأمور وتبحثي عن الأسباب.. اسألي نفسك(لماذا أنا متعلقة
بفلان؟) وما هي نهاية هذا التعلق؟ هل أن فلان متكامل أم فيه ما
فيه من النقائص كما ذكرتِ بعضا منها.. لابد أن تكوني حازمة صارمة
مع نفسك وتمتنعي عن مجاراة هذا الشخص الذي يبدو من كلامك أنه غير
جدّي في علاقته معك.. اقطعي علاقتك وابدأي حياة جديدة تنعمين فيها
بالسلام والوئام امتنعي عن أي شيء يذكركِ به ويرغبك في التحدث
إليه.. استفيدي من التجارب السابقة لفتيات كثر مررن بنفس التجارب
وكان نصيب اكثرها الفشل، لا تسمحي لشخص بتدمير حياتك وشبابك
ومستقبلك، زمام الامر بيدكِ، انت قادرة على فعل ذلك وستنجحين أنا
على ثقة دمت موفقة.
الباحثة فاطمة
الأسدي
ضرورة الرجوع لأهل البيت (عليهم السلام)