كثرة خروج المرأة من البيت
2020/08/17
6811

إن الإسلام هو شريعة سمحاء وضع من أولوياته الاهتمام بالمرأة في كافة مراحلها العمرية والحياتية ولم يسميها إلا بالريحانة لشدة رقتها وقد ورد في الكثير من الآيات سن قوانين خاصة لها لصيانتها والمحافظة عليها وتابعت بذلك الأحاديث والروايات الشريفة عن المعصومين (عليهم السلام) ولم تغفل الآيات والأحاديث عن اهمال أي جانب من جوانب حياة هذه الريحانة متفهمة طبيعتها الأنثوية وما يمكنها تحمله وما لها وما عليها.

ولم يحجم الإسلام أيضاً من دور المرأة في المجتمع وأن لا تنعدم بمشاركتها في تطوير حياتها وبلدها ضمن الأطر الشرعية التي لا تخل بكرامتها والتزامها بما أمرها به الشارع المقدس اذ لم تترك مثل هذه الأمور المهمة عبثاً بل كان لكل مفصل من هذه المفاصل قوانين تنظمها فمثلاً إن كان عمل المرأة منافياً لعادات وتقاليد الاسلام سيكون عندئذ وبالاً وذنباً تُحاسب عليه أو أن كان يوجب هتك ستر أو أن يتسبب بمشاكل عائلية فإن الترك أولى بالتأكيد، كذلك من الأمور التي توجب تركها لعملها أو لعلاقاتها الاجتماعية هي كثرة تغيبها عن البيت التي تجر ورائها الكثير من المشاكل لأنها بالكاد تعرف ما يجري في بيتها إن كانت مقصرة في التواصل مع أفراد أسرتها ليس بسبب العمل فحسب بل إن هناك ونقولها للأسف الشديد بعض النساء التي تزداد في كثرة تواجدها خارج البيت حتى تراها مسألة طبيعية وقد تتفق على موعد مع الاقارب أو الصديقات أو زميلات العمل وهي خارج البيت من الأصل، ونراها تريد من الزوج أن يتعود على هذا الأمر ويتماشى معه وأن تتدبر عائلتها حياتهم من دونها مبررة ذلك بأعذار غريبة ربما واحد منها أنها تعد هذا حق من حقوقها وليس من واجبها العمل في البيت!

هل أن على المرأة أن تكتفي بالعمل وتترك العلائق الاجتماعية جانبا منزوية باهتماماتها المنزلية فقط ؟ ام هل عليها أن تسير على منهج آخر وهو عدم الاكتراث لما يكون إن هي كانت خارج البيت وترمي كل شيء وراء ظهرها؟ بل ويتعدى الأمر الى السفر واداء الزيارات معتبرة أنها تؤدي بذلك مستحبات مؤكدة ؟
إن كانت إجاباتكن اخواتي الكريمات بالنفي فنحن نؤيد إجاباتكن فليس هذا الحل ولا ذاك اذا لم يكن يوماً أداء الزيارة مستحباً أفضل من أن تؤدي الزوجة واجبات زوجها، ولم يكن يوماً تأدية العلاقات الاجتماعية والتزاور أهم من أن تجتمع الأسرة مع بعضها وتتبادل أطراف الحديث ويستمع كل منهم الى الآخر حيث أن وجود الأم في البيت يخلق جواً من الطمأنينة كونها منبع الحنان للعائلة ولا تستغربي اختي إن قلنا في حديث اليوم أن هناك بعض النساء حين يتكرر تواجدها خارج البيت تتفاجأ حين تضطر في أحد الأيام أن يطول بقاؤها في بيتها أنها تتفاجأ بأمور لا تعرفها عن الأبناء أو الزوج وما نقوله الآن ليس بشكل مبالغ ولعل كل امرأة تستحضر في بالها مثالاً تكون قد قابلتها في حياتها ، اليس كذلك؟ 

أخواتي الكريمات من الجيد أن تتعلم بناتنا كيف تكن ربة بيت ناجحة في المستقبل غير ان الوسيلة الى ذلك يجب ان تكون بعدم إناطة مسؤوليات المنزل لهذه البنت بحجة أنها يجب أن تتعلم ، إذ أنها يجب أن تتعلم تحت إشراف الأم الحنون التي تبين لها الصح من الخطأ وتعلمها كيف توازن بين أمور حياتها مع عدم إهمال جانب دون الآخر وبالتأكيد أنت أيتها الأم ستكونين المثال الذي تقتدي به هذه البنت، كذلك بالنسبة للفتيان فهناك الكثير من الأمهات اللاتي نجدهن يعلمن أولادهن على أعمال المنزل دون ان يكون تبرير الدافع هو أهمية المشاركة مع بعض في البيت وتعلّم التعاون، بل يكون من أجل أن تسير الحياة بدون هذه الأم ولا يختل النظام ظناً منها أن الأسرة هي مجرد إتمام أعمال منزل من طبخ وتنظيف وغيرها. 

عزيزتي ... أنت الأم والزوجة أنت ملجأ الصغير والكبير وبدون الأم لا تقوم قائمة للسعادة في مكان في الدنيا فما هو حالهم دونك؟ أو ربما أن تعودوا على عدم وجودك لن يبالوا عند غيابك عنهم في أي وقت ولن تجديهم حين تحتاجينهم لأنك أيتها المتغيبة باستمرار لم تكوني موجودة حين احتاجوك ولو في أبسط الأمور إن كنت تظنينها بسيطة وهي بالنسبة لهم لا تعوض.

إكمالاً لما ذكرناه نوضح أمراً مهماً وهو ... إن عامة الناس من الافضل لهم إن يندمجوا في المجتمع باعتبار أن الانسان لا يستغني عن الآخر وعليهم أن يؤدوا حقوق بعضهم البعض وعليهم أن ينفقوا يومهم بأجزاء متعددة منها، ما هو مربوط بالعبادة ومنها ما هو مربوط بالمنزل ومنها ما هو مربوط بالمعاش ومنها ما هو مربوط بحق المجتمع سواء كان ذكراً أو أنثى ... غير أن هناك أولويات ينبغي تقديم بعضها على البعض الآخر وهنالك واجبات لا يمكن التغاضي عنها أو تركه وهنا من الحكمة والذكاء أن تكون هنالك حالة من الاعتدال والوسطية وأن تتدرب المرأة التي تخرج كثيراً على محاولة البقاء في بيتها أكثر وأن تدون في ورقة عما اهملته بسبب غيابها المتكرر هذا.

أهملت زوجها؟ اهملت بيتها؟ أهملت أطفالها؟ تباعدت عن عباداتها؟ سارعي عزيزتي لتتداركي ما قد فاتك وفاجئي أسرتك باندماجك معهم وأن تحاولي أن تجدي من وجودك في البيت أمور ممتعة أكثر مما تجدينه خارجه مثل ممارسة هواياتك أو استحداث هواية جديدة قد ترينها مناسبة لكِ  أو قراءة الكتب النافعة التي تساعدك في بناء شخصيتك وتجاوز المرحلة التي تمرين بها، توجهي عزيزتي الى ترتيب البيت وانجاز ما هو مهمل منه وكلما رأيت بيتك واطفالك بأفضل حال ستجدين من السعادة ما لا يمكن مقارنته بتلك التي تحصلين عليها وانت بعيدة عنهم.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج صدى القلوب- الحلقة السادسة-الدورة البرامجية54.

 

 

 

 


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا