السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..ابنتي عمرها ثلاث سنوات تذهب الى بيت عمها وهم يستمعون الغناء وهي تعلم أنه حرام وأنني لم أقبل بذلك وتلتزم بتوصياتي لها لكنني أخشى أن تعتاد بمرور الوقت فهل يمكنني أن أوبخها في هذا العمر أو أمنعها من الذهاب لهم؟

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله في مركز الكفيل التخصصي للإرشاد الأسري أختي العزيزة فيما يخص موضوع التريية لاسيما الأطفال في هذه المرحلة العمرية المبكرة.. فلابد للوالدين منذ هذا الحين وقبله من غرس القيم والأخلاق والصفات الحميدة وتجنيبهم الصفات الفاسدة والأخلاق الرذيلة.. وذلك بأساليب شتى وطرق متنوعة في المنظومة التربوية.. فبالموعظة حيناً وبالقصة حيناً آخر وباللعب حينا وبالمحاكاة أحياناً كثيرة.. وقصدت بالمحاكاة هو تقليد السلوك.. فكلما سلكتِ سلوكاً صحيحاً أمام ابنتك كان ذلك بمثابة درس ورسالة لها تفهم من خلالها باللاشعور أن عليها التزام ذلك السلوك.. وكلما تقربتِ منها وتوددتِ لها أكثر كان ارتباطها وتأثرها بك أعمق وأوثق.. فلا تكترثي إن التقطتْ صفة سلبية أو سلوكية خاطئة من هنا أو هناك فسرعان ما يزول تأثيرها من ذهنها سيما أن نبهتها على ذلك الخطأ وبينتِ لها أن هذا الأمر لا يتماشى مع طريقتك في التربية وحبذا أن يكون ذلك عن طريق قصة تؤلفينها أو رسمة ترسمينها أو دمية تصنعينها.. فسيكون إيصال المعلومة أسرع بهذه الطرق غير المباشرة.
ذكرت هل أن عمرها مناسب للتوجيه وإسداء النصيحة؟ نعم بالتأكيد هو مناسب جداً إذ أنها في هذا العمر سرعان ما تتخلى عن العادات السلبية وتتعود على الأخلاقيات التي تغرسينها في داخل نفسها كما يغرس النبات في الأرض، وأن التعويل والتسويف بالتنبيه الى حين الكبر لهو أمر خاطئ إذ أن النفوس تتقولب على ما درجت عليه في الصغر ويصبح من الصعب تغيير عادة قد اعتيد عليها.. لذا احرصي دائماً على تنبيهها أولاً بأول سواء على قبح الغناء وبشاعته أو أي سلوك خاطيء آخر من خلال الطرق التي ذكرتها وغيرها.. وفقك الله تعالى لتربيتها وتنشئتها كما يحب ويرضى والسلام.

الباحثة التربوية
فاطمة الأسدي