أختي عصبية جداً..كيف نتعامل معها؟
2020/05/07
1246

السلام عليكم.. لدي مشكلة وهي أن أختي عمرها 19 سنة اعاني من عصبيتها المفرطة وتجاوزها علينا في كثير من الاحيان وعدم احترامها لمن هو اكبر منها وتتحسس من كل شيء حتى حينما ننظر اليها بشكل عفوي تصرخ وتقول: لماذا تخيفوني بهذه النظرات؟ وصل بها الحال الى السب والشتم لكل افراد الاسرة حتى امي وأبي وتقول انني مريضة اعذروني ان أخطات.. وبعدها تعود لنفس التصرفات وحين أنصحها تقول لا أريد نصائحك كيف اتصرف معها وهل هناك من حل؟

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الغالية.. حياكم الله في مركز الكفيل التخصصي الالكتروني للإرشاد الأسري.. فيما يخص المشكلة التي طرحتها هي مشكلة نفسية تعاني منها أختك لعل من أهم أسبابها هو الاقصاء والتهميش ويحدث ذلك كثيراً ما مع الطفل الذي يكون في التسلسل المتوسط بين إخوته فهو يشعر بحالة من الإهمال من قبل الوالدين إذ أن الطفل الأكبر يحتل الصدارة وينجز جملة من المهام ويستأثر الاصغر بميل ومودة الابوين كونه المدلل بينهم أما الاوسط فيشعر بحالة من التشتت إذ أنه لا يلاقي ما يلاقيه الأكبر والاصغر من الاهتمام والتقدير.. فتنشأ هذه العقدة منذ الطفولة وتكبر معه في فترة المراهقة بحيث من الممكن أن تؤثر على سلوكه وتصرفاته وألفاظه تكون غالباً قاسية وجارحة وهذا ما استقربه في مثل حالة اختك فهي تشعر بالهزيمة وفقدان الثقة بالنفس وتشعر بالغيرة من الآخرين ويترجم ذلك من خلال تعاملها القاسي وتوّجسها الشر من أبسط التصرفات العفوية التي تصدر منك ومن غيرك.
لذا فنصيحتي لك إن كنت تستطعين أن تعرضيها على اختصاصي في الاستشارات النفسية كي يتمكن من متابعة حالتها عن كثب وإرشادها الى السلوكيات الصائبة.

كذلك لابد من اتباع جملة من النصائح معها لعلها تجدي نفعاً: 

1- أن تحتويها كأخت أو تحتويها والدتك كأم، وتشعريها بالاهتمام والرعاية وأن لها موقعاً داخل الاسرة لا يقل أهمية عن باقي إخوتها، وذلك من خلال إشراكها في القرارات العائلية والأخذ برأيها قدر الإمكان كي تستعيد ثقتها بنفسها شيئاً فشيئاً.. وهذا لا يعني التدخل في جزئيات حياتها، فلابد أن يترك لها الخيار في التعبير عن رأيها واختيار ما يناسب ذوقها ورغبتها طبعاً ضمن الأطر العامة التي تسنها العائلة.

2- أن تسبغ عليها العاطفة بالقول والفعل.. من خلال إظهار المشاعر تجاهها اما بالكلام الشفوي او بالتحريري كأن تكتبي لها رسالة تعبري فيها ان مشاعرك تجاهها او تهديها هدية عربونا لمحبتها.. إضافة الى إشعارها بانك سند لها في المواقف الصعبة وأنك لن تتخلي عنها متى ما احتاجت إليك.

3- إبراز مواهبها وتسليط الضوء عليها بالإطراء والمديح والتشجيع.. فإن ذلك يخلق حالة التوازن الذاتي الذي تفتقده مما يسبب عندها حالة الهيجان والتلفظ بألفاظ قاسية تعبيراً عن ذلك.

4- محاولة مليء فراغها بالأنشطة المجتمعية أو الفنية أو العلمية بحيث تستشعر أهميتها في الحياة وأن لها دوراً ضمن المنظومة الكونية والحياتية لابد من تأديته.

5- حاولي التعامل معها بهدوء وأريحية ولا تردي على تفاهاتها بتفاهات أو بكلام غير مقبول فإن ذلك (مما يزيد الطين بلة) بل تقبلي ذلك بسعة صدر ريثما تتعافى من تلك الحالة..أسأل الله لها الهداية والرشاد.

 

الباحثة التربوية
فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا