بناتنا كيف نربِّيهن؟
2020/03/07
419

قال الله عزَّ وجلَّ : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

وقال رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله): (خَيْر أوْلادِكُم البَنَات).

وورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: (البَنَاتُ حَسَنَات، والبَنُونُ نِعْمَة، فإنَّمَا يُثابُ عَلَى الحَسَنَاتِ ويُسْألُ عَنِ النِّعمَةِ).

إنَّ التربية الإسلاميَّة تحثُّ الوالدين على حُبِّ البنت وإكرامها، لتمتلئ نفسها ارتياحاً واطمئناناً ووثوقاً، ولتنشأَ في ظِلِّ أجواء نفسيَّة وتربويَّة طيِّبة، تعدّها وتؤهِّلها للحياة الاجتماعية المستقبلية، وتمكنها من التعامل مع الآخرين بوحي من تلك القيم، وتكون سليمة من الأمراض النفسية، والعُقَد الاجتماعية، فتكون بذلك الأمُّ الصالحة لتربية أولاد صالحين، تخرجهم إلى المجتمع أفراداً نافعين وعناصر خيِّرين .إنَّ القرآن الكريم حينما يتحدَّث عن المرأة والرجل، والإنسان والناس، والذين آمنوا، إنَّما يقصد بذلك الجنس البشري الواحد، بعنصريه الرجل والمرأة.

وفي نظره أنَّهما يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجيَّة العام في عالم الطبيعة والحياة ، وهو في آيات مباركة كثيرة يُعلم عن هذه الحقيقة العلميّة الثابتة(وِحدة الجنس البشري )، ومن هذه الآيات قوله تعالى: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ).

ويُروى عن سعد بن سعد الأشعري: قلت للإمام الرضا( عليه السلام ): الرجل تكون بناته أحبُّ إليه من بنيه.

فقال(عليه السلام): ( البَنَاتُ والبَنونُ في ذَلك سَوَاء، إنَّمَا هُوَ بِقَدَر ما يُنزِلُ الله عَزَّ وَجَلَّ).

وبما أنَّ للمرأة مكانتها السامية ودورها المهمُّ في تربية وإعداد جيل صالح مؤمن مقتدر ، لذا فإن الإسلام العظيم يكرمها بتوجيه هذه المسؤولية الكبرى إليها ، ويوصيها باعتبارها منبع الحبِّ والحنان، ومستودع الكرامات، ومصدر الاستقرار والطمأنينة في البيت ، بأن تحرص على خلق جوٍّ عائليٍّ مفعم بهذه الروح الطيبة، والعلاقة الحسنة.

فقد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنِّي لي زوجة، إذا دخلتُ تلقَّتْني، وإذا خرجتُ شيَّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمُّك؟، إن كنتَ تهتمّ لرزقك فقد تكفَّل به غيرك، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنَّ للهِ عُمَّالاً، وَهَذِهِ مِن عُمَّالِهِ ، لَهَا نِصْفُ أجْر الشَّهِيد).

على ما تقدَّم يتعيَّن احترام المرأة وإكرامها، وإعزازها وتقديرها حق قدرها، والنظر إليها من خلال مكانتها الكريمة، ومنزلتها العظيمة التي وضعها الإسلام الحنيف فيها، من عِفَّة وطهر وأدب ومثلٌ سامٍ، ومسؤولية مقدَّسة كبرى في بناء جيل صالح مؤمن بالله جَلَّتْ عَظَمَتُه، وبرسوله وأوصيائه وخلفائه الأئمَّة الأثني عشر المعصومين (عليهم السلام)، لا كما هي حَالها في الغرب المتحلِّل مثلاً ، مفرغاً لِشَهَوات المستهترين، وتسلية لِعَبَث المفسدين.


 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نشرة الكفيل(نشرة أسبوعية ثقافية تصدرها وحدة النشرات في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد34.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا