كيف تسعد حياتك الزوجية؟
2020/01/24
409

السعادة هي ببساطة أن يصوغ الانسان السعادة وأن ينسجم مع واقعه فأنت سعيد بزواجك إذا أردت لنفسك أن تسعد وزرعت السعادة في أعماقك بحسن الاختيار وبقبول الواقع والعمل على استخلاص خير ما فيه.

إن الرجل الذي يملك زوجة ذات جمال رائع وأخلاق مناقبية طيبة وذكاء خارق ليس من المحتم أن يكون سعيداً فليس الجمال الخارق لوحده هو الذي يجلب السعادة فيما لو خلا من الصفات الاخلاقية فعلى الرجل أن يأخذ بعين الاعتبار بأنه لو أطلق العنان لنفسه لتختار ما تريده من المواصفات التي يعتقد بأنها سوف تجلب له السعادة فإنه سوف لن يصل الى تلك السعادة التي ترجوها النفس أبداً فمن نال قدراً معيناً من الجمال قد ينتظر جمالاً بدرجة أكبر من تلك التي حصل عليها ومن حصل على زوجة بدرجة معينة من الخلق فإنه ولا شك سينتظر أخلاقاً أعلى وذكاءً أكثر نفوذاً في الاشياء بينما لو كان متفهماً لواقع زوجته راضياً بما تملك من ىيات الجمال والفهم والذكاء لكان أسعد الناس إن الذين يظنون أن السعادة هي في أن يملك الانسان ما ليس يملك يخطؤون حتماً لأن الذين يملكون كل شيء ولا يملكون السعادة في داخلهم لبسوا بالحتم سعداء وعلى ضوء هذه الحقيقة لا بد أن تطلب السعادة الزوجية.

إذن فالسعادة تطلب من خلال مقدماتها التي يجب القيام بها وليست السعادة مما يعطى دون القيام بتلك المقدمات والاسلام من خلال السيرة التي وصلتنا من الرسول الكريم(ص) وأهل بيته الطاهرين(ع) يكشف لنا الطرق التي يمكن من خلالها التوصل الى السعادة في الحياة الزوجية، وهناك قواعد أربع ذكرت لمن يروم الحصول على السعادة في الحياة الزوجية وهي:

1- وجوب احترام الزوجة: فعلى الزوج أن يدرك بأنه لم يكن باتخاذه زوجة قد أتخذ خادمة مطيعة له وإنه ليس عليها وفق الشريعة الاسلامية تجاهه سوى ما كلفت به، أما قيامها بغير ذلك من الوظائف المنزلية فإنه احسان منها وتفضل.

2-لا تحاول أن تجعل من علاقتك مع زوجتك علاقة روتينية جامدة تقوم على أساس جاف في ممارسة كل منكما لوظيفته بل التمس لحياتك مع زوجتك علاوة على عنوان الزوجة عنواناً ىخر كالصداقة مثلاً ليضيق على تلك السمة الروتينية مرونة أكثر تجعل الحياة ألذ وأهنأ.

3- إذا كنت تجد ضرورة وضع نفسك موضع المراقب على الزوجة فليس عليك أن تجعل من نفسك شرطياً عليها يراقب جميع تصرفاتها فإن ذلك سيؤدي الى خلق الفجوة بينكما بل كن معها كالمربي المداري العالم بخصوصيات من يربيه فيتسامح معه عند الهفوة ويشجعه عند الاحسان.
4-إن ادارة شؤون المنزل هي من صميم اختصاص المرأة وليس الرجل مهما كانت لديه خبرة بقادر على مضاهاة المرأة في ذلك ولذا فليس من العيب ترك إدارة شؤون المنزل الى الزوجة وليس نقصاً الانصياع لارادتها في تلك الشؤون فيما لو تعارضت مع ارادة الزوج ورأيه تماماً كما إنه ليس عيباً انصياع الزوجة الى إرادة زوجها وإطاعتها رأيه فيما يخص خارج المنزل.

ففي القضايا الصغيرة التي لا تهم الا المنزل لا تمتنع عن تنفيذ ارادة زوجتك وإن جاءت إرادتها مخالفة لإرادتك وتذكر دائماً أن هذه القضايا الصغيرة ليست الحياة كلها بل أنها لاا تستحق شيئاً من التفكير والنصيحة التي يمكن تقديمها بهذا لاشأن للرجل تتلخص في الجملة التالية:
"اترك إدارة المنزل للزوجة وتفرغ أنت للقضايا الهامة".

خلاصة موقف الاسلام من الاسرة:

إن الدين الاسلامي ينظر الى الاسرة كمؤسسة إلهية قامت على رباط إلهي مقدس تضطلع بدور مهم لا يمكن لأية مؤسسة أخرى أن تحل محلها في ذلك ولذلك تجد الدين الاسلامي يضع العقوبات الصارمة بحق من يحاول أن يدنس هذا الكيان المقدس أو ينال من طهارته كما وضع الضوابط اللازمة التي يجب اتباعها عند ارادة تأسيس هذا الكيان ثم التدابير الاحترازية التي يمكن من خلالها تجنب وقوع الاضطراب في الأسرة.
فالأسرة مهد تتفرع ثمراتها فيه فلا بد من الحرص على إبقاء هذا المهد  مهد أمن وأمان ينعم فيه الأولاد كي ينشأوا آمنين مطمئنين ليكونوا أقدر على العطاء.
فليس على الإنسان أن ينساق وراء الصيحات المغرضة التي تحاول سلب الاسرة دورها الالهي وإعطاء ذلك الدور لمؤسسات أخرى كالمدرسة ودور الرعاية وغيرها.

الأسرة في المجتمعات الحديثة:

لا شك في القول بأن الأسرة الحديثة ليست هي الأسرة قديماً ، بل تغيرت معالمها كثيراً لا من حيث الشكل طبقاً وإنما من حيث الدور الذي تقوم به الأسرة، وإن هناك بعض اختلاف على الشكل من قبيل تقلص حجم الأسرة ولكن الشكل العام للأسرة باقٍ ولم يتغير في شيء فالأركان التي تتكون الاسرة منها هي الأركان في الأسرة قديماً وحديثاً.

إن الأسرة التي كانت تتكفل بوظائف لا يشاركها فيها غيرها قد أضحت هناك مؤسسات أخرى تشارك الأسرة هذه الوظيفة فقد أرى تطور الحياة البشرية واستقرار الإنسان وبناء المجتمعات المدنية والقروية وزيادة الخيرات الإنسانية وتعدد أنواع المعرفة البشرية الى أن تشارك مؤسسات أخرى الأسرة في واجب الرعاية والاهتمام والتربية والتوجيه إن هذه المشاركة (مشاركة المؤسسات الاخرى للأسرة في بعض الادوار) لا غبار عليها لو كانت تلك المؤسسات تحتوي كادراً يمتلك القدرة على تحمل مسؤولية الملقاة على عاتقه فالكلام لو كان ذلك الكادر يعد ذلك الجيل أمانة تحت يده إذن واجبات الامين أن يصون تلك الامانة.
ولكن الخطر كل الخطر فيما لو كان ذلك الكادر ليس أهلاً لتلك المسؤولية ولا هو مما يمكن إئتمانه على النشئ فقد تختلف أخلاقيات ذلك الكادر وأيدولوجيته وعقائده مع أخلاقيات العائلة وعقائدها فإنه أخطر شيء فيما لو مارس ذلك الكادر دورة في تثقيف الطفل بالعقائد والافكار التي يحملها.

إن هذه المسالة من الامور التي يجب النظر اليها بعين الاعتبار وإلا فسوف يكون لذلك الامر من النتائج الوخيمة ما لا يحمد عقباه والكادر في المؤسسات غير الاسرة لو كان يحمل فكراً أصح وأسلم من فكر العائلة فإن الامر لا بأس به ولكن الضرر فيما لو فرض العكس فهل يحرم الأهل الأولاد من التعليم مثلاً حلاً لتلك المعضلة؟ وهذا أمر غير ممكن أم إنهم يتركون الحبل على الغارب فيكون الخطر هو احتمال انحراف الأولاد أو وقوعهم في التناقض بين ما يتلقونه من الاسرة وما يحصلون عليه من المدرسة أو غيرها، فالأهل عليهم العناية وعليهم مراقبة الطفل ومتابعة ما يحصل عليه وتصحيح ما لا يصح منه. 



 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج مرفأ الأسرة- الحلقة السادسة- الدورة البرامجية السابعة.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا