كانت أول خطوة في صناعة المشروبات
الغازية مزيجًا من الماء وعصير الليمون المحلّى بالعسل، ولكن في
نهاية القرن الثامن عشر صنع الإنجليزي (جوزيف بريستلي Joseph
Priestley) أول مشروب غازي مُكربن في إنجلترا.
وتُصنع المياه الغازية من أربعة
مكوّنات: الماء، وغاز ثاني أوكسيد الكربون المذاب تحت الضغط في
الماء، ومادّة للتحلية، إضافة إلى الملوّنات والنكهات، إلَّا أنّها
في الآونة الأخيرة أصبحت مشروبًا لا تستغني عنه الأسر على المائدة،
وتناسى الكثيرون أضرارها على الصحّة العامّة وتحذيرات الخبراء بشأن
منع تناولها؛ لاحتوائها على مجموعة من المكوّنات الضارّة بالصحّة،
وبخاصّة نسبة السكّر المتواجد فيها، إضافة إلى الغاز، وكمّية حامض
الفوسفوريك، ونكهات الطعم واللون، والكافيين.
أنواعها:
تختلف المشروبات الغازية بحسب
النكهات المتواجدة في الأسواق التي يفضّلها الناس، فمنها الكولا،
والبيبسي، والليمون، والسفن آب، وغيرها، وكلّها غير صحّية.. لذا
السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا يحدث حين تناولها؟
بعد تناول هذه المشروبات تحدث عدّة
عمليات عبر عدّة مراحل:
المرحلة الأولى: تتمثّل بفرز
البنكرياس للأنسولين؛ لنقل كمّيات السكّر من المشروبات الغازية إلى
العضلات، وتكمن الخطورة والمشكلة هنا في أنّ السكّر في هذه
المشروبات أكثر ممّا تحتاجه العضلات لإنتاج الطاقة، وعندما يتناول
الشخص من 6 ـ 5 لترات من المشروبات الغازية، فهو بمثابة تناول وجبة
كاملة من الكربوهيدرات، وفي الوقت نفسه يضيف في أغلب الحالات وجبة
أخرى، وبدلًا من تحويل السكّر إلى طاقة في العضلات فإنّه سيتحوّل
إلى دهون في الكبد.
المرحلة الثانية: أمّا أثره في
الكلى فإنّها تؤدّي دورًا مهمًا في معادلة السكّر الزائد والتخلّص
منه عن طريق الإدرار، وهذا بدوره سيؤدّي إلى خسارة الجسم لكمّيات
كبيرة من الماء؛ ممّا يسبّب جفاف الجسم والشعور
بالعطش.
أضرارها:
تتسبّب المشروبات الغازية بالعديد
من الأضرار للجسم، منها:
1. تآكل مينا الأسنان: فالحمض والسكّر الموجودان في
المشروبات الغازية سبب أساسي لهذا التآكل.
2. أمراض القلب: تناول المشروبات الغازية يرفع من
نسبة السكّر في الدم، ممّا يرفع نسبة الفركتوز، والأخير يؤدّي إلى
خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشرايين.
3. هشاشة العظام: فهذه المشروبات تحتوي على كمّية
كبيرة من حمض الفوسفوريك والفوسفات، وتساعد في انهيار العظم، وزيادة
الإصابة بالهشاشة، حيث تقلّ نسبة الكالسيوم في الجسم ممّا يضعف
العظم.
4. الإصابة بالربو: فقد أظهرت الدراسات أنّ
الاستخدام المتكرّر لـ(بنزوات الصوديوم) التي تُستخدم بوصفها موادّ
حافظة في الأطعمة، وكذلك تُستخدم في الأطعمة ذات السعرات الحرارية
القليلة، تسبّب الـ(ارتكاريا)، وهو عبارة عن طفح جلدي يسبّب الحكّة
والاحمرار، ويأتي في أحجام وأشكال مختلفة، ويمكن أن يظهر في أيّ
مكان من الجسم في كلٍّ من البالغين والأطفال، ويسبّب الأكزيما
والربو.
5. مشاكل الكلى: فهذه المشروبات فيها كمّية كبيرة
من حمض الفوسفوريك الذي له علاقة مباشرة في تكوين حَصى
الكلى.
6. السمنة: تعدّ المياه الغازية من المشروبات ذات
السعرات الحرارية المرتفعة، لذلك يؤدّي الإفراط في تناولها إلى
زيادة الوزن، فضلًا عن الإصابة بالسمنة المفرطة على المدى
البعيد.
ملحوظة
صحّية:
إنّ السكّر والكافيين الموجودين في
المشروب الغازي خليط غير صحّي يؤدّي إلى إدمان حقيقي، وبخاصّة
السكّر الذي يتخلّله، وهذا قد يدفع الشخص إلى تناول كمّية أكثر،
وأحيانًا الإفراط في تعاطيه خلال اليوم الواحد.
نصيحة
صحّية:
إنّ اتّباع نظام غذائي صحّي، وتناول
الفواكه التي تحتوي على سكّريات متوازنة مثل التفاح والمانجو
والأناناس والتوت البري، وشرب كمّية وفيرة من الماء يوميًا، بخاصّة
عند الشعور بالرغبة في تناول المشروبات الغازية، وممارسة الأنشطة
البدنية مثل المشي، أو الهوايات المفضّلة، كالرسم أو القراءة،
والبحث عن بدائل ذات سعرات حرارية أقلّ مثل الشاي المثلّج، والماء،
والعصائر الطبيعية، كلّها تقلّل من المشاكل الصحّية المتعلّقة
بالمشروبات الغازية.
______________________________________
المصدر: مجلة رياض الزهراء (مجلة
شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة تصدر عن قسم الشؤون الفكرية
والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 178.
فاطمة
محمود الحسيني
الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية