ابني الأكبر عدواني معي وأصبح إخوانه يقلدونه!!
2022/10/31
262

أنا أم لثلاث أطفال أعاني معهم الأمرين فابني الأكبر أشك أصلا بوجود عقيدة لديه أو إيمان في قلبه كما أنه عدواني جدا معي ومع أخوته فضلا عن صلاته التي يتظاهر فقط بأنه يأديها أمامي رغم نصحي الدائم له والآن أصبح أخوته الصغار يقلدونه في كل ما يفعل..
كما يجب أن ألفت الانتباه الى أنني أواجه الكثير من المشاكل مع أهل زوجي حتى أصبحوا يشجعون أطفالي على عدوانيتهم معي وألفاظهم الجارحة وقليلة الأدب تجاهي..
وأنا حائرة ما الذي يمكنني فعله في خضم كل هذا؟؟!

الإجـــــابـــــــــة:- 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 
عزيزتي إن احتواء الأبناء بالحب والاحترام والتقدير يجعلهم أقرب إلى توجيهات الأم  لكن تدخل الآخرين في التربية تشتت تفكيرهم وعلى الأم كسب مودة أهل زوجها بكل الطرق  لأن العيش المشترك يفرض عليها خلق علاقة طيبة معهم لكي تتجنب المشاكل التي تؤثر على تربية  الأولاد حتى لا يكون تدخلهم في توجيه الأبناء مجرد عناد ضدها وهذا ما يربك فهم الأولاد للتوجيه الصحيح، وبطبيعة الحال سيتوجه الأولاد لمن يقف معهم بالحق أو بالباطل لأن اللوم والشده تجعلهم يهربون منك.. 
عزيزتي الكلام الطيب هو الذي يجعل أولادك يستمعون إليك وبيني لهم فضل الله علينا بشكره على كل النعم  واجعلي حبهم لله والنبي ولأهل البيت عليهم الصلاة والسلام هو الذي يدفعهم لطاعتك وقبول النصيحة منك.. توجهي بالدعاء والاستغفار وقراءة القرآن لكي يبتعد الشيطان عن بيتكم.
كما أنه من الضروري جدا أخيتي العزيزة لكي تتعرفي على كيفية علاجه لابد من معرفة الأسباب والدوافع التي جعلت ولدك الأكبر متصفاً بالتنمر والعدوانية تجاه الآخرين.. 

وهذه بعض الأسباب :-
1. التجاهل والإهمال/ أن يتجاهل الوالدان طفلهما لانشغالهما بأمور أخرى، فيسعى من جانبه للبحث عن وسيلة جذب الاهتمام حتى وإن كانت خاطئة.

2. الشعور بالعجز والضعف/ يميل معظم الآباء إلى توبيخ أبنائهم بقوة على أصغر الأخطاء ظنا منهم أن ذلك أفضل في تربيتهم، لكن الطفل يشعر بالضعف ويحاول تعويض ذلك بفرض سيطرته على الأطفال الآخرين دون استخدام الضرب كما يحدث معه داخل المنزل.

3. تقليد الوالدين/ يسعى الطفل إلى محاكاة صورة والديه وسلوكهم المتكرر أمامه، فالأم المتعنتة أو العنيدة في قراراتها داخل البيت تصنع طفلا متنمرا عنيدا مثلها داخل البيئة المحيطة به وغالبا تكون المدرسة، وهذا ينطبق على كل الصفات الأخرى، مثل الأم اللحوحة، الأب العصبي، كل تلك التصرفات يعيد الطفل إنتاجها لكن بطريقة مختلفة وفي بيئة مختلفة. 

4. عدم الشعور بالأمان العاطفي/ يحتاج الطفل إلى العناق كثيرا من والديه دون أسباب، يجعله هذا يشعر بالحب والدفء ويميل إلى التعامل بإنسانية مع رفاقه. 

5. التدليل الزائد/ يصنع التدليل الزائد طفلا أنانيا يريد الاستحواذ على كل شيء ولا يحب المشاركة، يدفعه ذلك إلى حب السيطرة والتحكم في غيره ومن يخالفه يصبح ضحية لتنمره.

6. الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو/ التعرض لأفلام الكرتون العنيفة وألعاب الفيديو تجعله يميل إلى تطبيقها على أرض الواقع، وينبغي اتباع عدد من الخطوات التي تساهم في علاج الطفل المتنمر مبكرا حتى لا يتطور الأمر ويتحول الطفل إلى شخص سيئ الطباع يؤذي غيره ويؤذي نفسه.


ومن أساليب علاجه :-
1.لا بد أن يراجع الوالدان سلوكهما داخل البيت، لأن الطفل بشكل لا إرادي يقلد والديه في سلوكهما وتصرفاتهما، ومراجعة سلوك إخوته معه.

2.تجنب استخدام العنف البدني مع الطفل والتوبيخ أو السخرية منه، إذا كان الأهل يعتمدون تلك الطريقة في التعامل معه.

3.تنمية التعاطف لدى الطفل، من خلال النقاش معه وتعليمه القيم الأساسية المرتبطة بالرحمة والتسامح والصداقة.

4.إقناعه بأنه شخص يعتمد عليه، من خلال تكليفه بمسؤولية شقيقه الأصغر، أو أي مسؤولية أخرى.

5.ضرورة حكاية قصص كثيرة له عن أفضلية الذكاء وانتصار الحق وقيمة الصداقة وصفات الشخص المحبوب وكيف أن الناس تبتعد عن الشخص السيئ.

6.لا بد من مشاركة الأب في تعديل سلوك طفله من خلال النقاش معه، وتخصيص وقت للعب معه والمشاركة.

7.التواصل مع المدرسة ووضع آلية مشتركة للتعامل مع الطفل من خلال توعيته مرارا ومعاقبته إذا اضطر الأمر.

8.إذا أصر الطفل على اتباع تلك الطريقة، لا بد أن يعاقب بالحرمان من لعبة يحبها، أو من نزهة كان ينتظرها.

 

 

الباحثة المختصــــة

مائدة الدوركي  
حوراء الأسدي  




تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا