أيها المتابع الفاضل نلاحظ من خلال أساليب الناس الاجتماعية وتجاربهم الحياتية  أن ثمة نقص في جوانب عديدة منها الشهامة والنخوة والمبادرة الفكرية كي يعبروا عن مشاعرهم، في حين أن من الجهل اعتقاد البعض أن مثل هذه الأصول الاجتماعية تتحقق دون رعاية وتوجيه وتطبيق من قبل المربين الناجحين ذوي الأخلاق البناءة لأبنائهم.
إن خلقيات التواصل تحتاج الى فن من قبل الإنسان فإن أراد التواصل مع الآخرين يُفَعِل من خلال سلوكياته وطرقه بعض الآداب الاجتماعية، وكما تم الذكر مسبقاً  أن للأم والأب دور كبير في حث الأبناء للارتباط بالأقارب وإنشاء علاقات اجتماعية سليمة وغير عدائية معهم، حيث كثيراً ما نجد بعض الأبناء في بعض الأسر ينفرون من العلاقات التي تربطهم بأقاربهم ويميلون للانطوائية بعيدين عن صلة الرحم الواجبة وحين نبحث عن السبب عادة ما يكون من الوالدين فهما اللبنة الأساسية فضلا عن البيئة المحيطة بالإنسان التي لها دور كبير أيضا في ابتعاد الأبناء عن العلاقات الاجتماعية. 
كما أن صلة الأرحام قبل أن تكون مسألة أو حاجة تربوية أسرية هي من ألامور التي أمرنا الله تعالى بها حيث حث الله سبحانه وتعالى بصلة الأرحام وإعطاء ذوي الرحم حقهم، وهذا الحق المتمثل بالزيارة والسؤال والمساعدة المادية والمعنوية ذلك لما لهذه الامور من فظل وبركة كبيرة على الشخص المؤدي لصلة الأرحام قبل الأخرين .
عندما يقال قيم أخلاقية ثابتة أو تلك المتعارف عليها من قبل المجتمع كالنخوة أو الشهامة والغيرة هي كلها قيم تواصل يقوي الأواصر بيننا وبين المؤمنين والأخوة بالدين هذه القيم تعد تواصل اجتماعي، وقد تبرز هذه القيم بدون توجيه بصورة غريزية تارة ومع التوجيه تارة أخرى، فبصورة طبيعية إن كانت القيم موجودة لدى الآباء سوف تنتقل لدى الأبناء بدون تصنع خاصة  في حال قد وجه الآباء أبنائهم ولابد أن يلاحظ الأبناء وجود هذه القيم في أبائهم.الفعل مطلوب أكثر من الكلام فالطفل أو المراهق يلتقط الأفعال المباشرة من والديه أكثر من الكلام.
كما أن العطاء له تأثير كبير على نفوس الآخرين  ونحن نتعلم العطاء من أهل البيت عليهم السلام فعند        الإغداق بالعطاء على الغرباء والأقرباء يتعلم الأطفال ويتطبعون بهذه الصفة ومن صفات العطاء أن يكون دون إنتظار من المقابل للرد على  العطاء ، كما أن هناك نوعان من العطاء  الأول ذلك الذي يأتي بدون مساءلة دون أن يُطلب من الكريم الذي يعطي بعد السؤال، كما هناك الجواد الي يجود بالعطية دون أن يسأل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خمائل آمنة-الحلقة الثامنة- الدورة البرامجية 59.