من خصوصية الشهادة الفاطمية
2025/11/05
25

تُعدُّ شخصية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أُنموذجًا فريدًا في التاريخ الإسلامي، خصوصًا عند دراسة أيامها الأخيرة التي تميّزت بخصوصية روحية وإنسانية نادرة. فقد أشارت الروايات إلى أنّها استُشهدت في مقتبل العمر، بعد رحيل والدها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بمدة وجيزة، وذلك في الثالث عشر من شهر جمادى الأولى، أي: بعد نحو خمسة وسبعين يومًا من وفاته (صلى الله عليه وآله). وهذا ما يضفي على شهادتها طابعًا استثنائيًا من حيث الفهم الديني والاجتماعي لتلك المرحلة الحساسة من حياتها.

ولا تقتصر خصوصية شهادتها على البعد الزمني فحسب، بل تتعداه إلى عمق الارتباط العاطفي والفكري بالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وما تجسّد في حياتها من تجربة إنسانية ودينية عميقة. فالروايات التي تصف مرحلة مرضها ووفاتها وما لاقته من ظلمٍ واعتداءٍ على حقوقها، تكشف عن وعيها الكامل بمقامها الرسالي ودورها القيادي، على الرغم من صغر سنّها، مما يدل على نضجٍ مبكرٍ وفهمٍ عميقٍ للحقائق الاجتماعية والشرعية.

لقد كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) مثالًا في الصبر والثبات على المبدأ الإلهي، ولم تمنعها حداثة السن من أن تكون قدوة في التضحية والإخلاص، إذ حملت همّ الرسالة والدفاع عن الحقِّ بكلِّ شجاعةٍ وإيمان. ومن هنا تنبع خصوصية شهادتها، فهي تجسيد لجمعٍ فريدٍ بين براءة الشباب وعمق الوعي الديني والاجتماعي، مما جعل شهادتها حدثًا استثنائيًا في تاريخ الإسلام، ومصدر إلهامٍ خالدٍ لدراسة شخصية الزهراء (عليها السلام) ودورها الرسالي العظيم.

 

  • زهراء محمد مهدي
__________________________________________
نشرة الكفيل/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1045.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا