الإحسان للزوجة ليس مجرّد خُلق عظيم، بل هو ميزان الإيمان والعدالة والمحبة بين الزوجين، وهو الذي يجعل الحياة الزوجية مليئة بالسعادة والطمأنينة والسكينة، وكلّما أحسن الزوج لزوجته زاد توفيقه وبارك الله تعالى به وجعله من الذين يستحقون الرضا، فالزوجة هي السكنى التي يأنس بها الزوج، وهي الرحمة والمودة التي أشار إليها القرآن الكريم، ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ أزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21).

ففي هذه الآية الكريمة، تشير المودة إلى الحب والانسجام الأولي، في حين أنّ الرحمة تمثل العطف والرعاية والمساعدة الخاصة في الحالات التي يضعف فيها أحد الطرفين أو حين يكبر أحدهما في السن أو يحتاج إلى رعاية.

إنّ الإحسان والرعاية والاهتمام والتفاهم من أهم الدعائم الأساسية في الحياة الزوجية، وهذا ما ورد في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، قال الإمام الصادق (عليه السلام): «رَحِمَ اللهُ عَبْدًا أحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ، فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ مَلَّكَهُ نَاصِيَتَهَا وَجَعَلَهُ القَيِّمَ عَلَيْهَا» (مَن لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج٣/ص٤٤٣).

إنّ المرأة الصالحة هي مَن تجعل زوجها يشعر بالراحة والسكينة والهدوء، ولا يكون منزعجًا، في المقابل على الزوج أن يُحسن التعامل مع زوجته، كما ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «عِيَالُ الرَّجُلِ أُسَرَاؤُهُ، وَأحَبُّ العِبَادِ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أحْسَنُهُمْ صُنْعًا إلَى أُسَرَائِهِ» (المصدر السابق: ص٥٥٥).

ومثلما هناك أمور تؤدي إلى سعادة الزوجين، فهناك أسباب تؤدي إلى هدم العلاقة الزوجية، منها:

١. كثرة المشاكل والخلافات بين الزوجين، مما يؤدي إلى عدم التفاهم وبالتالي عدم الانسجام بينهما.

٢.العصبية المفرطة لدى الزوج، والتي قد تصل لحد ضرب الزوجة، وهذا منهي عنه في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): «إنِّي أتَعَجَّبُ مِمَّنْ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ وَهُوَ بِالضَّرْبِ أوْلَى مِنْهَا» (بحار الأنوار: ج١٠٠/ص٢٥١).

٣. عدم الاهتمام، فأغلب المشاكل التي تحصل بسبب أنّ أحدهما قد يهتم بأمور خارج الأسرة أكثر من اهتمامه بالأسرة! وهذا من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة بين الزوجين.

لذا على مَن يريد أن يؤسس أسرة سعيدة بعيدة عن المشاكل الزوجية، عليه أن يشعر بروح المسؤولية تجاه زوجته وأولاده، وأن يخلق لهم أجواء خاصة بعيدة عن اضطرابات المجتمع المختلفة.

• الشيخ محمد البدري