الدرّة الهاشمية
2025/10/29
28

أفراح وأحزان.. تمرُّ على الإنسان وسرعان ما تُنسى ولا يبقى منها إلّا ذكرى يسيرة، وتتلاشى رويدًا رويدًا مع تقادم الأيام وتُنسى أبدًا عند أفول النفس.. ولكن هناك ذكريات عظيمة حُفرت بماء الذهب، لا تُزال ما بقيت الدنيا.

 

وذكرى أفراح وأحزان أهل البيت (عليهم السلام) ستبقى ما بقي الدهر، فهي البلسم الذي تتداوى به أرواح المحبين وتلجأ إليه نفوسهم كلّما ذبل الإيمان في صدورهم.. فهي محطات يحقّ للمطيع والمذنب أن يقتبس من ضيائها! فيفيض القلب من أنهار أنوار سيرهم الوضاءة.

 

وها هي ذكرى ولادة درّة آل هاشم وعقيلتهم تمرُّ علينا.. فماذا أقول في امرأة يترجّل القلم بحضرة ذكراها! ولكن دعونا نأخذ من عبق ذكراها التربية العلوية الفاطمية؛ فهي الظل الممدود لنورهما (عليهما السلام)، فتُخرس ألسنة القائلين: إنّ الإسلام قيّد حرية المرأة وحجّر عقلها وكمّم فمها..

 

لم تظهر سيدة الصبر والبيان وخطيبة الإيمان بالمحافل، والمجالس، ونوادي الاختلاط، ومزاحمة الرجال.. لكنّها لقّنت أعداء الدين درسًا في الحشمة والحياء، وأنّ المرأة لها دورها الفعّال حينما يتطلّب الأمر من غير أن تخسر مبادئها وقيمها وأخلاقها، فكانت صدى الحسين (عليه السلام) بعدما تناثرت الدماء على ثرى كربلاء، فهي الطف الناطق الذي ملأ الكون صوته..

 

فقد كان قلبها محمديًا، ولسانها علويًا، وصبرها فاطميًا، وعزُّها حسنيًا، وإباؤها حسينيًا، وفداؤها عباسيًا..

 

  • مدير التحرير
__________________________________________
نشرة الكفيل/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1044.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا