نساء النبي (صلى الله عليه وآله) قدوة للمجتمع / 1
2025/10/02
30

من الآيات القرآنية التي تذكُر نساء النبي (صلى الله عليه وآله) كقدوة للمجتمع بمراعاة القيم الفاضلة:

قال تعالى:

- ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾ (الأحزاب: 28).

* في هذه الآية، والآية التي بعدها إشارة إلى أنّ من الضروري للنبي (صلى الله عليه وآله) أن تراعي نساؤه الالتزامات الإيمانية العامة؛ بحكم إيمانهن بهذه الرسالة وزواجه منهنّ على هذا الأساس، حتى يتأتى للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يعيش معهنّ حياة مستقرة وفق مبادئه السامية وأخلاقه الكريمة بما لذلك من مقتضيات في الحياة الشخصية والاجتماعية، يُضاف إلى ذلك، أنّ هذه المراعاة منهنّ تكتسب أهمية إضافية من جهة موقعه في أداء رسالة الله سبحانه، وفي كونه القدوة والأسوة في المجتمع الإنساني، وحيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) يستحيي من ذكر ذلك لنسائه صريحًا، أو كان بعضهنّ لا تستجيب لذلك من جهة خُلُقه الكريم وتحمُّله للأذى، جاء الأمر بذلك من الله تعالى إسنادًا له، وفي ذلك ما يدل على مستوى طيبته النفسية والأخلاقية. وفي الآية رسالة عامة لكلِّ امرأة مؤمنة، ورسالة خاصة للنساء اللّاتي يتزوجنَ من الدعاة والمبلغين للدين.

- ﴿وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: 29).

- ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ (الأحزاب: 30).

* في هذه الآية دلالة على أن عقاب المعصية يضاعف بالنظر إلى خصوصیات فاعلها؛ من جهة موقعه وبيئته وزواجره التي يُفترض تأثيره في إقلاعه عنها، فالمعصية الصادرة ممّن هو في موقع الأسوة والقدوة الدينية أو الدنيوية ولو بحسب التلقي الاجتماعي العام ويعيش في بيئة راشدة تتوفر له فيها أدوات المعرفة والتبصر وتُلي فيها آيات الله والحكمة، تكون أقبح بالمقارنة مع المعصية الصادرة ممّن ليس بهذه المثابة. كما تدل الآية اللّاحقة أنّ الطاعة الصادرة ممّن يكون في هذا الموقع تتصف بمزيد من الحسن والتقدير؛ من جهة ملاءمتها مع هذا الموقع وأثرها الإيجابي على المجتمع العام بذلك. وفي ذلك رسالة لكلِّ رجل وامرأة عاشا موقعًا متميزًا أو بيئة متميزة.

- ﴿وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا﴾

(الأحزاب: 31).

- ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ (الأحزاب: 32).

* كأن المقصود بعدم تسويتهنّ بسائر النساء الإشارة إلى أنّ التعاليم العامة تكون مؤكدة في حقهنّ لموقعهنّ الاجتماعي والديني من حيث كونهنّ من أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)، وليس المراد اختصاصهن بالتعاليم المذكورة كما يظهر بالانتباه إلى طبيعتها.

* وفي الآية إشارة إلى أنّ سلامة نية المرأة في القول لن يكفي في كون قولها ملائمًا ومقبولًا، بل لا بد ألّا تتسبب بمضمونه أو نبرته في إيجاد الإثارة نوعًا في مَن يسمعها، ومثل ذلك سائر تصرفات المرأة وسلوكياتها.

- ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ الله وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهَّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (الأحزاب: 33).

* في هذه الآية دلالة على أنّ اللّائق بالمرأة خاصة مَن كانت في موقع حساس؛ كأسرة النبي (صلى الله عليه وآله) أن تستقر في بيئتها، وأن تتجنّب التبرُّج أمام الرجال، وتهتم بأداء العبادات المفروضة، وأبرزها الصلاة، والحقوق المالية الواجبة عليها، وأبرزها الزكاة، وأن تُطيع التعاليم الإلهية التي بلّغها النبي (صلى الله عليه وآله).

- ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ الله كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ (الأحزاب: 34).

* في هذه الآية إشارة إلى أنّ من شأن المرأة المؤمنة وخاصة التي تكون في أجواء إيمانية في بيتها وأسرتها أن تعي التعاليم الإلهية، وفيها تأكيد على أنّ التعاليم الإلهية تتحرّى الحكمة في شأن المرأة كغيرها ولا تنطلق من أيِّ ظلم لها وحطّ من مكانتها.

 

  • (انظر: رسالة المرأة في الحياة، السيد محمد باقر السيستاني: ص56-59)

 

__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1055.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا